اتهام جيش جنوب السودان بارتكاب فظائع وجرائم حرب
٢٣ يوليو ٢٠١٥أعلنت منظمة هيومن رايتس واتش في تقرير نشرته مساء أمس الأربعاء (22 يوليو/تموز 2015) أن قوات جيش جنوب السودان دهست مدنيين فارين بالدبابات ثم عادت أدراجها لتتأكد أنها قتلتهم، ونفذت أعمال اغتصاب جماعية وقامت بإحراق أشخاص أحياء. ويشمل تقرير أصدرته المنظمة معلومات تثير الصدمة حول فظائع ارتكبتها قوات حكومية في الحرب الجارية منذ 19 شهرا ويوثق "هجمات متعمدة على مدنيين" اعتبرتها المنظمة جرائم حرب.
وصرحت شاهدة لهيومن رايتس واتش "كانوا يدهسون الناس بالدبابات ثم يعودون للتأكد من موتهم". ونفذت الهجمات قوات حكومية وميليشيات متحالفة معها من قبيلة بول نوير، بحسب التقرير. وأفادت شاهدة أخرى في الـ30 من العمر أن جنودا في دبابة طاردوا قريبها. وقالت "رأيته...سحقوه قبل أن يصل إلى النهر...كنا نركض معا، فر للاختباء". يأتي ذلك في مجموعة شهادات نقلها تقرير هيومن رايتس واتش في قسم بعنوان "أحرقوا كل شيء"، استندت إلى مقابلات مع 174 ضحية وشاهدا من ساحة المعركة في ولاية الوحدة شمال البلاد. وفر المدنيون إلى المستنقعات للاختباء، لكن الجنود طاردوهم بآليات برمائية ومشطوا المخابئ بالرشاشات.
وتحدث شهود عن إقدام جنود على اخصاء رجل وفتى في الـ15 من العمر في إطار مخطط متعمد لطرد الناس من القرى، بحسب المنظمة غير الحكومية. كما وثق التقرير قتل "مدنيين من رجال ونساء وبينهم أطفال وكبار في السن، البعض شنقا والآخرون بالرصاص أو بالإحراق أحياء".
واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان في كانون الاول/ديسمبر 2013 مع اتهام رئيس البلاد سالفا كير لنائبه السابق رياك مشار بالتخطيط لانقلاب، ما أطلق سلسلة من أعمال القتل والانتقام أدت إلى انقسام إتني في البلد الفقير.
وسجلت هيومن رايتس واتش في التقرير 63 حالة اغتصاب، مؤكدة أنها مجرد جزء بسيط من العدد الإجمالي. وقالت المنظمة إن "الحالات تشتمل على عمليات اغتصاب جماعي وحشية وأخرى جرت علنا أمام آخرين أو تم فيها تهديد الضحايا بالقتل قبل الاغتصاب". وأفادت سيدة أن الاغتصاب أصبح "مجرد أمر عادي"، فيما قدم الضحايا شهادات مروعة على الهجمات.
ولم يصدر اي تعليق فوري من الجيش الذي سبق أن رفض معلومات سابقة حول انتهاكه حقوق الانسان. وكانت الحكومة أعلنت في وقت سابق هذا الشهر انها تحقق في تقارير للأمم المتحدة حول اغتصاب جنود فتيات وإحراقهن أحياء، لكن لم تصدر أي خلاصات بعد.
ش.ع/ع.ج (أ.ف.ب)