رايس تدافع في برلين عن السجون السرية وتنفي تعذيب معتقلين
٦ ديسمبر ٢٠٠٥لم تنتظر وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وصولها إلى الأراضي الأوروبية وباشرت قبل صعودها إلى الطائرة التي أقلتها في واشنطن إلى محطتها الأوروبية الأولى برلين، باشرت بتوجيه انتقادات مُبطنة إلى الحكومات الأوروبية بخصوص انتقادات وجهتها حكومات أوروبية للحكومة الأمريكية أثر كشف صحف أمريكية عن إقامة حكومة واشنطن معتقلات سرية وقيام عناصر من وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) بارتكاب ممارسات غير قانونية بحق معتقلين على الأراضي الأوروبية. وفي حين لم تذكر الوزيرة الأمريكية تفاصيل بشأن رحلات سرية استخدمت فيها وكالة الاستخبارات الأمريكية أراض أوروبية واستجواب معتقلين بتهمة الإرهاب في سجون سرية، دافعت الوزيرة الأمريكية عن ممارسات الجهات الأمنية الأمريكية بالقول إنه "يجب على الحكومات الأوروبية أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تعمل مع الولايات المتحدة على منع وقوع أعمال إرهابية ضد بلدانها ودول أخرى."
رايس متمسكة بالنفي
وفي برلين، انتظر المراقبون وممثلو وسائل الإعلام الألمانية والأجنبية صباح اليوم الثلاثاء بفارغ الصبر معلومات جديدة وإيضاحات من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تقوم بجولة أوروبية تستهلها بزيارة العاصمة الألمانية برلين وتشمل بوخارست وكييف وبروكسل. وبعد محادثات أجرتها الوزيرة الأمريكية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نفت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل تقارير صحفية اتهمت الحكومة الأمريكية بتعذيب معتقلين في سجون سرية. وشددت رايس في المؤتمر الصحفي على أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أكد دائما أن بلاده "تقود حربا ضد الإرهاب لا تتعارض مع القوانين الأمريكية والدولية،" على حد قولها. كما أكدت الوزيرة الأمريكية على استقلالية شركائها، قائلة إن الحرب ضد الإرهاب "تتطلب جهودا استخبارية تقود القوات الأمريكية إلى النجاحات المطلوبة وتؤدي إلى إنقاذ أرواح الأمريكيين والأوروبيين ومواطني دول أخرى." أما بخصوص قضية الألماني من أصل لبناني خالد المصري، الذي اختطفته عناصر من المخابرات الأمريكية في مقدونيا ونقلته إلى أفغانستان، فقد رفضت الوزيرة الأمريكية التعليق على استفسار الصحافيين، قائلة إن حكومتها "ستقوم بتصليح اي خطأ ارتكبته"، وإن السلطات الحقوقية الأمريكية والألمانية "تجري تحقيقات" في هذا الخصوص. أما المستشارة الألمانية فقد قالت إن الحكومة الأمريكية "اعترفت بارتكاب أخطاء" بخصوص اعتقال الألماني من أصل لبناني.
وميركل متحفظة
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت من ناحيتها في المؤتمر الصحفي على العلاقات الحميمة بين بلادها والولايات المتحدة، مشددة على ضرورة أن تخدم السياسة الخارجية الألمانية المصالح الوطنية الألمانية. وعن استفسار أحد الصحفيين عن الاتهامات الموجهة إلى الحكومة الأمريكية، قالت المستشارة إن "الولايات المتحدة أيضا يجب عليها إن تلتزم بالقوانين والقيم الدولية" في حربها ضد الإرهاب. وبخصوص قضية خالد المصري، قالت المستشارة الألمانية إن وزير الخارجية الالماني فرانك ـ فالتر شتاينماير وُكّل بتقديم معلومات وافية عن القضية للجان البرلمانية المختصة.
صحيفة: برلين كانت على عِلم
ومن الجدير بذكره في هذا السياق أنه في حين اكتفت وسائل الإعلام الألمانية لغاية البارحة بإلقاء اللوم على الحكومة الأمريكية بخصوص ممارسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) نشاطات مثيرة للجدل على أراض أوروبية، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الواسعة الإطلاع عن علم الحكومة الألمانية بنشاطات أجهزة المخابرات الأمريكية في أراضيها. ووفقا لـ "واشنطن بوست"، فإن السفير الأمريكي في برلين دانييل كوتس أطلع وزير الداخلية الألماني السابق أوتو شيلي (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) في أيار / مايو من عام 2004 على قيام عناصر من وكالة الاستخبارات الأمريكية باختطاف رعية ألماني من أصل لبناني ونقله إلى سجن أمريكي في أفغانستان، مطالبا إياه بـ "التستر على القضية،" على حد تعبير الصحيفة.
المصري اعتقل بالخطأ
ولم تكتفِ الصحيفة الأمريكية بذكر اسم وزير الداخلية الألماني السابق، بل أنها أكدت أن وزارة الخارجية الألمانية وديوان المستشارية الألمانية عَلم في عام 2004 من رسالة وجهها محامي المخطوف إلى الجهتين الرسميتين باختطاف موكله. وحسب الصحيفة، فإن السفير الأمريكي في برلين اعترف لاحقا بأن الجهات الأمنية الأمريكية أخطأت في اعتقالها خالد المصري وهو ألماني من أصل لبناني وبرَِِِِّحت به ضربا لمدة خمسة شهور في إحدى المعتقلات الأمريكية في أفغانستان. أما المعتقل الذي قدم بعد إطلاق سراحه شكوى قضائية ضد السلطات الأمريكية فقد أعلن عن أن عناصر أمنية أمريكية اعتقلته بداية عام 2004 في مقدونيا ونقلته إلى أفغانستان واكتشفت ان الامر لا يعدو عن كونه تشابه أسماء.
ناصر جبارة ـ دويتشه فيله