رغم المخاوف يسعى الكرد إلى إقامة دولتهم المستقلة
١٠ يوليو ٢٠١٤" في المونديال المقبل في روسيا سنرفع علم كردستان بعد أن تصبح دولة مستقلة. وسنكون مميزين في كل شيء، سنبني منتخباً قوياً لنشارك فيه"، بهذه التصريحات المتفائلة بدأ الشاب سامان (23 عاماً) حديثه مع DWعربية، وأضاف قائلا "سنمضي إلى روسيا التي خذلت إقامة أول جمهورية كردية في القرن الماضي، لنرفع علمنا في سماءها، ونعيد ترديد نشيد جمهورية مهاباد".
أما آزاد جندياني، الناطق السابق للإتحاد الوطني الكردستاني، والذي حرص على التحدث لـ DWعربية باسمه الشخصي وليس باسم الحزب، فإنه يعتبر أن " المرحلة الحالية مهمة بالنسبة للكرد، ومليئة بالفرص الجيدة، ولكن هناك مخاوف، ويجب على النخب الثقافية والسياسية مثل الأحزاب دراسة وتحليل تلك المخاوف لجعل الفرص المتاحة أهدافا قابلة للتحقيق". ويلاحظ المتحدث وجود تشابه تاريخي بين الفترة الحالية وما حدث بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وانهيار الإتحاد السوفياتي وأضاف: " في مثل هذه اللحظات التاريخية يتم إفراز واقع جديد، حيث تعقد اجتماعات وتتم توافقات دولية حول كيفية معالجة الأوضاع على مستويات عالمية وإقليمية. أنا شخصياً أؤمن بالفرصة الحالية للقيام بصياغة جديدة للوضع. وأشار إلى أن القضية ليست مقتصرة على كردستان العراق أو العراق ككل، بل تمس كل دول العالم ودول منطقة الشرق الاوسط الجديد، بهدف إعادة ترتيب الأوضاع، خصوصا وأن الكرد استطاعوا أن يتحولوا إلى عنصر فعال لإعادة الترتيبات".
مرحلة الفرص الجيدة
ورفض جندياني مصطلح ارتباط أكراد العراق بالمركز في بغداد، مشيرا إلى أن العراق دولة فيدرالية لها أقاليمها ومحافظاتها، واعتبر أن الوقت سانح "لصياغة مستقبل للكرد كما هو الأمر بالنسبة لباقي المكونات في العراق وفي كل المنطقة، سنة وشيعة وفئات اخرى". وقال إن الكرد لن يسمحوا بأن يوضعوا أمام خيارين فقط " إما مع بغداد أو خارجها"، مشيرا إلى أن ممارسة حق تقرير المصير تتم من خلال استفتاء معترف به.
بدوره تحدث النائب في البرلمان العراقي محمود عثمان لـ DWعربية وقال إن "السيد البارزاني دعا إلى استفتاء شعبه وعبر عن رأيه لما يجري في العراق ولم يعلن إقامة دولة. إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع بغداد حول الشراكة وحكومة وحدة وطنية وتطبيق للدستور، فمن حق الاقليم أن يعود إلى استفتاء شعبه"، مشيراً إلى أنه من الأفضل في المرحلة الحالية "البقاء مع المركز" ولكن بشروط الشراكة والتطبيق الكامل للحل الفيدرالي بالعراق. كما نفى استغلال الكرد للإزمة التي تسبب فيها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، ملاحظا أن المسؤولية في هجوم داعش تقع على عاتق الحكومة العراقية التي فشلت في التصدي للتنظيم، موضحا أن بارزاني رئيس إقليم كردستان كان قد أبلغ المالكي بهذا الشأن عدة مرات ، كما حذره من امكانية قيام المتطرفين بهجومات.
رغبة في إجراء إستفتاء
المستشار الإعلامي للبرلمان الكردستاني طارق جوهر أشار من جهته إلى أن القيادة الكردستانية والبرلمان الكردستاني لم يتحدثا عن الانفصال أو عن إقامة دولة، وأوضح لـ DWعربية : "هناك واقع جديد ظهر على المشهد السياسي العراقي بعد سقوط مدينة الموصل وتكريت بيد عناصر داعش وجماعات ارهابية، وأصبح هناك عراق مجزأ لثلاث مناطق وهي إقليم كردستان وبعض المناطق الخاضعة لداعش ثم المحافظات الجنوبية الشيعية. ويعمل الجانب الكردستاني بجدية من أجل إجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها في كل من كركوك وخانقين وشنكال ومخور وفق المادة 140 . ولهذا السبب طالب السيد بارزاني البرلمان بالاسراع في عملية تشريع قانون يسمح بتشكيل المفوضية المستقلة للانتخابات ودراسة الاحتياجات الخاصة بإجراء الاستفتاء.
وأكد جوهر أن الكرد لايستغلون الواقع القائم هناك فعلياً منذ 2003، حيث كانت قوات البيشمركة الكردية قد ساهمت في تحرير المناطق وبقيت هناك، ولكن بعد التشكيل الجديد للجيش العراقي، جاءت مجموعة من القوات العراقية إلى تلك المناطق لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع البيشمركة، ولم تصمد في أول مواجهة مع جماعات مسلحة فغادرت ثكناتها، ثم أخدت البيشمركة مكانها للتصدي للعناصر إلإرهابية المحتملة في إقليم كردستان.
وأكد جوهر قائلاً: "مازلنا جزءاً من العراق ونحن متمسكون بانتمائنا للعراق مادام هناك دستور يصون حقوقنا القانونية في إطار الفيدرالية، والصلاحيات التي كسبناها من خلال الدستور. غير أن العملية السياسية والوضع السياسي بالعراق بحاجة الى إعادة للنظر. وإلى حين تشكيل الحكومة القادمة يجب منح صلاحيات أوسع للاقاليم وللمحافظات من منطلق الشراكة السياسية". وبالنسبة لجوهر فإنه يجب على الجانب العراقي أن يستجيب لمثل هذه المطالب وإلا "فإنه من حق الأكراد إعلان دولتهم المستقلة"