زعماء سياسيون وروحيون يشيدون ببابا الفاتيكان المستقيل
١١ فبراير ٢٠١٣أعلن الفاتيكان اليوم الاثنين (11 شباط/ فبراير 2013) بأنه يتوقع اختيار حبر أعظم جديد الشهر المقبل. ويأتي ذلك بعد إعلان البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته اعتبارا من الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وذلك بسبب ضعف "قدراته العقلية والجسدية بفعل تقدم عمره"، كما جاء في كلمة ألقاها في قداس بالفاتيكان. وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي للصحافيين: "نتوقع أن يكون لدينا حبر أعظم جديد قبل عيد الفصح المصادف الواحد والثلاثين من آذار/ مارس"، مشيرا إلى أن مجمع الكرادلة سينعقد في حدود خمسة عشر يوما إلى عشرين من الاستقالة.
ومن المرتقب أن يتوجه البابا إلى دير في حرم الفاتيكان بعد الإقامة لفترة في المقر البابوي الصيفي في كاستيل غاندولفو قرب روما. وأوضح لومباردي أن البابا بنديكتوس السادس عشر "لن يكون له أي دور في مجمع الكرادلة"، ومن ثمة سوف ينصرف بعد مغادرة مهامه "لحياة من الصلوات" مؤكدا أن قرار استقالته جاء "فجائيا" و"لم يحضر له".
تأثر واحترام وتقدير
في غضون ذلك، عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في بيان مقتضب عن تأثرها لقرار البابا الألماني المولد، مؤكدة احترامها "الشديد له ولقراره" الذي "توصل إليه بنفسه وبعد تفكير عميق"... "فإذا كان قد توصل إلى نتيجة بأنه لم يعد قادرا على القيام بمهامه فإننا نحترم ذلك تماما"، خاصة وأنه "قرار صعب". وقالت ميركل في ندوة صحافية عقدتها في برلين "إذا كان البابا نفسه، بعد تفكير عميق، توصل إلى خلاصة مفادها أن قواه لم تعد كافية لممارسة مهامه، فله عندئذ احترامي الكبير". وأضافت "عندما انتخب بابا قبل ثماني سنوات، كنا فخورين بمواطننا في ألمانيا، وهو الاول منذ قرن يصل إلى السدة البابوية".
وفي باريس وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند قرار الاستقالة بأنه "موضع احترام شديد". وأضاف بأن الجمهورية الفرنسية تحيّي البابا الذي اتخذ هذا القرار" الإنساني"، لكنها لا ترغب في الوقت ذاته بـ"الإدلاء بالمزيد من التعليقات حول ما يخص الكنيسة بالدرجة الأولى ".
من ناحيته أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبابا ووجه إليه "التقدير والدعوات" بالنيابة عن الولايات المتحدة. وقال أوباما :"ميشيل وأنا نتذكر اجتماعنا مع الأب الأقدس في عام 2009، وقد أعربت عن تقديري لعملنا معا خلال السنوات الأربع الماضية". وأضاف أوباما أن "الكنيسة تلعب دورا حاسما في الولايات المتحدة والعالم، وأتمنى الأفضل لأولئك الذين سيجتمعون قريبا لاختيار خليفة قداسة البابا بنديكت السادس عشر".
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن "ملايين البشر" سيفتقدون بنديكتوس السادس عشر "زعيما روحيا"، وأعرب له عن "أفضل تمنياته".
حزن وآسى على استقالة البابا
وفي خبر متصل، قال جاستن ولبي كبير زعيم الكنيسة الانجليكانية التي يقدر عدد أتباعها بنحو 80 مليونا شخصا، أنه علم بنبأ استقالة البابا بنديكت السادس عشر اليوم وقلبه "يعتصره الألم" مضيفا أنه يتعاطف بشكل كامل مع قراره. وقال ولبي إنه يشكر الرب على ما قام به البابا بنديكت من "تكريس حياته تماما قولا وفعلا" لإتباع خطى المسيح.
وأعرب بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول الاثنين عن "حزنه" للاستقالة المعلنة للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي وصفه بأنه "صديق" الكنيسة الشرقية. وفي بيان نشر على الموقع الالكتروني للبطريركية التي مقرها في اسطنبول، اعتبر برثلماوس الاول أن البابا المستقيل "ما زال قادرا، بحكمته وتجربته، على أن يعطي كثيرا للعالم". وأضاف "نحن الأرثوذكس سنعتبره دائما صديقا لكنيستنا". وشدد برثلماوس الاول الذي يؤيد بشدة الحوار بين الأديان على "التعاون الجيد" الذي أقامه مع البابا بنديكتوس السادس عشر في إطار جهود التقارب بين كنيستي الشرق والغرب.
وأعلن الرئيس الروحي للكنيسة الانغليكانية جوستان ويلبي أنه "يشعر بالأسى" بعد إعلان الاستقالة التي يتفهمها "تمام التفهم"، مشددا على "كرامة وبعد نظر وشجاعة" البابا خلال حبريته.
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد أعلن الاثنين استقالته التي تشكل سابقة في تاريخ الكنيسة، مشيرا إلى تقدمه في السن. وقال "بعد مراجعة ضميري أمام الله توصلت إلى قناعة بأنني لم اعد قادرا بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة" الكاثوليكية.
و.ب/ع.ج.م (رويترز، أ.ف.ب، د.ب.أ.)