سميرة سامي: المستشارة الوحيدة للاعبي البوندسليغا في ألمانيا
٢٣ ديسمبر ٢٠١٣قد يقول البعض إن سميرة سامي، بلباسها الأنيق وكعبها العالي، لا تصلح للعمل في مجال كرة القدم، باعتبار أن هذا العالم لا يناسب أناقتها وأنوثتها. لكنها هي ترى العكس، ولهذا اختارت العمل في هذا المجال وتمارسه بكل شغف، وساعدها في ذلك تكوينها العالي وثقافتها الواسعة، فيكفي أنها تتحدث ست لغات.
توضح سميرة عشقها لكرة القدم قائلةً: "تكاد تكون هذه اللعبة الرياضة الوحيدة التي تفيض المشاعر وتُخرجها إلى الخارج، كما تخفض الإجهاد وتساعد على نسيان المشاكل". وُلدت سميرة سامي في طهران وترعرعت في كندا وفرنسا. وفي ألمانيا، درست التسيير الرياضي وعملت مديرة تسويق في أندية ألمانية من الدرجة الثانية.
اختبار من قبل الزملاء
يصل عدد المستشارين الكرويين في ألمانيا إلى حوالي 140 شخصاً كلهم رجال باستثناء سميرة، السيدة الوحيدة التي تعمل كوكيلة أعمال لعدد من اللاعبين كسامي العلاقي، لاعب الفريق الوطني التونسي وفريق هيرتا برلين. وهي أيضا تعمل كمندوبة للمؤسسة الخيرية للاعب الدولي الألماني بير ميرتيزكار، إضافة إلى عملها كمستشارة للاعب المنتخب الألماني السابق أندرياس بريمه والمدرب كيرياكو سفورزا، اللاعب السابق لفريق بايرن ميونخ. كما أنها تتعاون مع وكيل أعمال النجم الألماني المعتزل لوتار ماتيوس. وعن هذه التجربة تقول: "البداية كانت صعبة جداً، وكان يجب علي تجاوز العديد من الحواجز الصغيرة والكبيرة بكعبي العالي". وكثيرا ما طرحت عليها أسئلة حول بعض القواعد البسيطة لكرة القدم من قبل بعض موظفي الأندية الكروية أو مسيريها أو بعض الزملاء، وكان الغرض منها اختبار مدى إلمامها بقواعد اللعبة. لكن سميرة كسبت الرهان، ودعمها في مسيرتها زوجها السابق، اللاعب السابق لأحد أندية الدوري الألماني القدم، إلى جانب عدد من أصدقائها من اللاعبين.
شبكة علاقات قوية
تنحدر سميرة سامي من عائلة إيرانية غنية. والدها كان طبيباً جراحاً مشهوراً، عالج العديد من نجوم كرة القدم، من بينهم الأرجنتيني دييغو مارادونا. وهذا ما فتح لها الباب لعقد شبكة علاقات واسعة بعالم كرة القدم، قدمت لها سندا مهما في مسيرتها كمديرة لوكالة التسويق الرياضي. وتربطها حاليا علاقة عمل وصداقة بعدد من اللاعبين والمسؤولين الرياضيين في الشرق الأوسط، وأمريكيا اللاتينية، وشمال إفريقيا وعدد من الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا وتركيا وإسبانيا وسويسرا، إضافة إلى ألمانيا.
اختلاف في التعامل
خلصت سميرة سامي من خلال تجاربها مع الرياضيين من مختلف القارات، إلى وجود اختلافات كثيرة في طريقة العمل، وتقول "في العالم العربي أو أمريكا الجنوبية، مجرد التحية تستلزم أحاديث مطولة. في حين أن الأمر في أوروبا والولايات المتحدة مختلف تماما، فالوقت هناك ثمين ويجب الوصول إلى الهدف بأسرع وقت ممكن". وليس هذا فقط، وإنما لاحظت سميرة سامي أيضا وجود اختلاف كبير في طريقة التعامل معها كمستشارة ووكيلة رياضية حسب المناطق. وحول ذلك أوضحت في حوار مع DW، أن "في الشرق الأوسط وفي الدول العربية والخليجية، كما في إسبانيا وإيطاليا يُنظر إلى المرأة كشريك ذو كفاءة، ويتم احترام حضورها أثناء التفاوض، عكس ما يحدث في ألمانيا". ورغم ذلك، فإن السيدة الألمانية- الإيرانية مصرة على مواصلة طريقها، وهي تحلم في أن "تصبح يوماً مديرة الكرة في أحد أندية الدرجة الأولى أو الثانية لكرة القدم في ألمانيا".