سوريا: تعديل حكومي واستمرار المعارك العنيفة قرب دمشق
٩ فبراير ٢٠١٣أجرى الرئيس السوري بشار الأسد (السبت التاسع من فبراير/ شباط 2013) تعديلا وزاريا لا يشمل الوزارات السيادية، وارتكز على وزارات ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، في البلاد التي تشهد نزاعا مستمرا منذ أكثر من 22 شهرا انعكس ظروفا قاسية على الأرض. وتأتي هذه الأحداث غداة إعلان دمشق استعدادها للحوار مع المعارضة لكن "من دون شروط مسبقة"، في رد على طرح لرئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب.
وقرر الأسد استبدال خمسة وزراء وتعيين؛ أربعة جدد إضافة إلى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي. واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا). وبموجب التعديلات الجديدة، عين إسماعيل إسماعيل وزيرا للمالية، وسليمان العباس وزيرا للنفط والثروة المعدنية، واحمد القادري وزيرا للزراعة والإصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيرا للأشغال العامة، مثلما ذكرت مصادر إعلامية مختلفة.
كما عين الأسد وزير الدولة حسين فرزات وزيرا للإسكان والتنمية العمرانية، وسمى كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيرا للعمل. ويأتي التعديل الجديد، وهو الأول منذ تكليف الحلقي برئاسة الحكومة في آب/أغسطس اثر انشقاق سلفه رياض حجاب.
وتشهد سوريا جراء النزاع أزمة اقتصادية غير مسبوقة انعكست تضخما يقدر بنحو 50 بالمائة، لا سيما في الأسعار الاستهلاكية، وصعوبة توافر المحروقات والمواد الأساسية. وتشير أرقام البنك الدولي إلى تقلص حجم الناتج المحلي بنحو 20 بالمائة، يضاف إلى عجز نسبته 1.7 بالمائة من هذا الناتج. وتقدر نسبة البطالة ب 37.3 بالمائة وقد ترتفع إلى 50 بالمائة، بحسب أرقام اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا). وفي المجال الزراعي، تشير أرقام منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو) إلى أن الإنتاج تراجع إلى النصف في هذا القطاع الذي يعمل فيه نحو 40 بالمائة من السوريين.
قتال مستمر حول دمشق
ميدانيا، استمرت أعمال العنف في مناطق واسعة من البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين المعارضين اقتحموا "أجزاء من مطار منغ العسكري في ريف حلب (شمال) إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخل المطار". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المقاتلين دخلوا "إلى أطراف المطار"، وذلك للمرة الثانية "خلال الأشهر الماضية"، علما أن القوات النظامية قامت بصدهم في المحاولة السابقة.
وإلى الجنوب الغربي من العاصمة، تتعرض مدينة داريا (جنوب غرب) لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها. وشهدت الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، تصعيدا ميدانيا في الأيام الأخيرة بالإضافة إلى القصف الذي طاول اليوم أحياء في جنوب دمشق.
وأدت أعمال العنف الجمعة إلى مقتل 136 شخصا، بحسب المرصد المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا. ومساء الجمعة، أعلنت دمشق استعدادها للحوار مع المعارضة لكن "من دون شروط مسبقة".
يذكر أنه لا يمكن التأكد من مصادر المعلومات الواردة من سوريا من مصادر مستقلة.
ع.خ/ع.ج.م (ا.ف.ب، د.ب.ا)