شالكه مبهر رغم الخروج ونجوم ريال يصطدمون بجمهورهم
١١ مارس ٢٠١٥استحق فريق شالكه الألماني الفوز 4-3 على ريال مدريد الإسباني في مباراة العودة، في دور الستة عشر لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي أقيمت مساء الثلاثاء (10 مارس/ آذار) على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد. ورأت صحيفة "بيلد" الألمانية أن كتيبة المدرب روبيرتو دي ماتيو أدت مباراة كانت مليئة بالحيوية والعشق لكرة القدم. وصفق جمهور مدريد في نهاية المباراة للاعبي شالكه ، وعلق قائد الفريق بينديكت هوفيدينس: "عملنا لهذا الاحترام واستحققناه. قدمنا كرة قدم رائعة وأظهرنا لأحد أفضل أندية العالم أين هي حدوده".
ورغم أن شالكه قد ودع دوري أبطال أوروبا نظرا لخسارته مباراة الذهاب على ملعبه 2- صفر إلا أن الفوز الإعجازي على الريال في ملعبه جعل الرحلة إلى مدريد رحلة في قمة النجاح، وبمثابة إعادة لشحن الثقة بالنفس، حسب بيلد.
ناشيء شالكه يتفوق على خضيرة
وقد امتلك خط وسط شالكه مفاتيح المباراة وسيطر على مجرياتها فظهر الفريق الألماني بهذا المظهر المشرف. وعقد موقع "فوكوس" مقارنة بين نجم خط وسط ريال الألماني التونسي سامي خضيرة (27 عاما) وبين نجم شالكه الشاب ماكس ماير (19 عاما). وأظهرت المقارنة أن ماير لمس الكرة 30 مرة أكثر مما لمسها خضيرة. وبينما مرر سامي 27 تمريرة مرر ماكس 60 تمريرة. وبقي خضيرة بدون خطورة على مرمى شالكه، وكسب واحدا من كل ثلاثة التحامات مع المنافسين. بينما كسب ماير 60 في المائة من الالتحامات، ومهد لتسجيل هدف وصنع فرصا خطيرة كثيرة، وصرح ماير "لو طالت المباراة خمس دقائق أخرى لتمكنا من إنجاز المهمة"، يقصد بذلك الصعود إلى ربع النهائي على حساب مدريد.
وفي الهجوم ظهر كلاس- يان هونتيلار مهاجم شالكه بمستوى أداء عالمي في سانتياغو برنابيو. الفعالية التي تمتع بها اللاعب الهولندي في مباراة أمس أثارت الإعجاب بشدة، بينما كان غاريث بيل صاحب المائة مليون دولار حاضرا غائبا في المباراة. وتمكن هونتيلار من تسجيل هدفين من ثلاثة فرص في مرمى فريقه السابق، معدل ولا أروع، حسب فوكوس.
ويأمل عشاق شالكه أن يعود التألق والفوز في مدريد على الفريق إيجابيا فيالدوري الألماني، حيث يحتل شالكه المركز الخامس وهو مركز لا يؤهل مباشرة لدوري أبطال أوروبا العام المقبل. لكن كثيرا من المتابعين يعرفون أن مباريات دوري أبطال أوروبا ليست بالضرورة مؤشرا على أداء الفريق محليا وأفضل الأمثلة على ذلك في الموسم الحالي هو بوروسيا دورتموند الذي كان يترنح محليا ويتألق أوروبيا.
جماهير ريال تنهر لاعبيها ورونالدو سيصمت
وإضافة إلى تراجع مستوى الريال عموما منذ بداية العام، يبدو أن الفوز على شالكه في مباراة الذهاب في غيلزنكيرشن قد جعل اللاعبين يسترخون في اللقاء إلى حد ما، ونقلت رويترز عن حارس مدريد كاسياس: "رغم أننا قدمنا أقل من المفترض تقديمه فإننا قدمنا ما يكفي من أجل التأهل."
وقالت صحيفة "بيلد" إننا لن نسمع من الآن صوت كريستاينو رونالدو حتى موعد المباراة النهائية لدوري الأبطال، التي ستقام على الملعب الأوليمبي في برلين في 6 يونيو/ حزيران المقبل. وأضافت أن رونالدو (30 عاما) شعر بالإهانة، وقال للصحفيين إنه "لن يتحدث (مع وسائل الإعلام) حتى نهاية الموسم."
وأحرز كريستيانو رونالدو هدفين في المباراة، مسجلا رقما قياسيا جديدا في دوري أبطال أوروبا، فقد كان الهدفان هما 77، 78 للنجم البرتغالي في البطولة، متخطيا بذلك زميله السابق راؤول غونزاليس (77 هدفا) وغريمه الحالي ليونيل ميسي (76 هدفا).
وظهر رونالدو غاضبا ومتجهما فقد قابل جمهور الريال فريقه بعاصفة من صافرات الاستهجان، بينما قابل شالكه بالتهليل. وطبقا لبيلد أجرى موقع ايه اس الكروي الإسباني ( AS.com) استفتاء حول أي من المهاجمين الثلاثة (رونالدو، بيل، بنزيمه) يجب أن يبقى على دكة البدلاء؟ فأجاب ثلاثون بالمائة من بين ثلاثة آلاف متابع، شاركوا في الاستفتاء، أن رونالدو هو من يجب أن يبقى بديلا. وبذلك يكون رونالدو الخاسر الثاني بعد غاريث بيل، الذي لم يسجل في المباريات التسع الأخيرة لفريقه. وقد زاد هذا وذاك من الأثر المؤلم في نفسية رونالدو أفضل لاعب في العالم. ولم يفلح معه مديح المدرب كارلو أنشيلوتي حينما قال عنه: "لقد سجل هدفين في منتهى الأهمية، بينما لم يكن بقية اللاعبين على نفس مستواه."
لابد للريال من تدارك الأمور
صحيفة ماركا الرياضية الاسبانية حملت القائد إيكر كاسياس المسؤولية عن الهزيمة فقد حول الهدف الأول في نفسه، وأخطأ في إبعاد الكرة في الهدف الثاني، لكن كاسياس (33 عاما) نجح في تأمين الصعود للدور التالي عندما تألق في إنقاذ آخر فرصة هدف مؤكد لشالكة في نهاية المباراة. وقال كاسياس حزينا بعد المباراة، حسب ما نقلت بيلد: "كنا كالمشلولين." بينما نقلت عنه رويترز "فشل الفريق مجددا في الوصول إلى المستوى الذي كان عليه في الأشهر الأخيرة لكن المهم أن ندرك جيدا هذا الأمر."
ريال مدريد لم يفز في مبارياته الرسمية الثلاثة الأخيرة، كما أن الهزيمة أمام شالكه في برنابيو هي الأولى له على أرضه في دوري الأبطال في 22 مباراة. ورأت صحيفة ماركا أنه رغم ذلك فإن مدريد نجا من فضيحة، حسب ما نقلت فوكوس. بينما عبرت الجماهير عن غضبها بالصافرات ورفع المناديل البيضاء، وقال كاسياس "يجب أن نستوعب سلوك مشجعي مدريد لأننا لم نكن على مستوى ريال مدريد".
وعلى ريال أن يعود لمستواه عندما يستضيف ليفانتي الأحد المقبل في الدوري المحلي وربما يدخل تلك المباراة متأخرا بأربع نقاط عن برشلونة الذي سيلعب السبت مع إيبار. ويوم الأحد بعد القادم أي 22 مارس/ آذار سيحل ريال ضيفا على غريمه اللدود برشلونه في مباراة الكلاسيكو، وسيكون ريال بحاجة فعلا إلى استعادة مستواه، وإلا فنتيجة الترنح التي يعانيها حاليا بطل العالم ستكون باهظة التكاليف. يذكر أن قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ستجرى يوم الجمعة العشرين من 20 مارس/ آذار الجاري.
صلاح شرارة