شتاينماير في ليبيا ... جهود أوروبية لتسوية قضية الممرضات البلغاريات
١١ يونيو ٢٠٠٧في إطار جهود الوساطة التي تبذلها الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي وتهدف إلى التوصل إلى تسوية لما عُرف بقضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني المسجونين جميعهم في ليبيا بتهمة نقل دم ملوث بفيروس "الإيدز"، في هذا الإطار يقوم كل من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ومفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بتينا فيريرو فالدنر بزيارة لليبيا للتباحث حول استمرار المحادثات بخصوص القضية الشائكة. وتهدف هذه الزيارة التي بدأت يوم أمس الأحد وتستغرق يومين إلى لقاء أسر الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش.أي.في) المسبب في انتقال المرض. كما سليتقي المسؤولان بسيف الإسلام القذافي، رئيس مؤسسة القذافي للتنمية التي ترعى المفاوضات عن الجانب الليبي. ويرافق شتاينماير وفريرو فالدنر في زيارتهما وفد يضم سفيرا ألمانيا وفرنسا لدى ليبيا والمبعوث الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير. هذا وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية بأن شتاينماير قام عقب وصوله بزيارة المستشفى الذي يعالج فيه الأطفال المصابون بالإيدز.
شتاينماير:" يهمنا جدا مصير الأطفال المصابين"
وعقب الالتقاء برابطة عائلات الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش أي في) قال وزير الخارجية لألماني:" يهمنا جدا مصير الأطفال الذين أصيبوا بالمرض،" معربا عن سعادته للتمكن من الحديث مع ممثلي وأهالي الأطفال المصابين. وأضاف الوزير الألماني:" هذا أمر مهم جدا بالنسبة لنا حتى بخصوص مجرى وتطور الأمور بالنسبة لهؤلاء الأطفال ونحن نريد أن يكون ذلك في المستقبل أيضا مكفولا على أكمل وجه."
من جانبها، قالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بتينا فيريرو فالدنر:" أود أن أقول إنني كنت هنا منذ سنتين وهذه القضية تعتبر بالنسبة لي عملية طويلة الأمد حيث تولدت لدي منذ البداية رغبة في العمل على تخفيف معاناة الأطفال." وأضافت المسئولة الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي ركز على العمل على دعم ومساعدة مركز بنغازي الصحي للنهوض بنشاطاته العلاجية لكي ـ والكلام مازال لفالدنر ـ يكفل الأطفال على أفضل مستوى من العلاج ليس في ليبيا فحسب بل على المستوى العالمي.
رابطة أهالي المصابين:" حل عادل ومرض خلال أسابيع"
من الجانب الليبي، أوضح إدريس الاغا، رئيس رابطة عائلات الأطفال المصابين أن زيارة الوفد الأوروبي تعد استكمالا للمباحثات السابقة، مشيرا إلى وجود خطوات إيجابية في هذا الصدد ومعربا عن اعتقاده بأنه سيتم خلال الأسابيع القادمة "التوصل إلى حل عادل ومرض خاصة فيما يتعلق بمستقبل وحياة الأطفال الليبيين."
الجدير بالذكر أنه كان قد صدر حكم بالإعدام بحق المتهمين الستة في أيار/مايو عام 2004 بناء على اعترافاتهم التي ادعوا بعد ذلك بأنها انتزعت منهم تحت التعذيب. وقد أيدت الحكم محكمة أعلى في كانون أول/ديسمبر الماضي، لكن المحكمة العليا في ليبيا لم تصدر حكمها في هذه القضية بعد. وأشارت ليبيا إلى إمكانية الإفراج عن الممرضات إذا تم التوصل الى اتفاق لدفع تعويضات لعائلات الأطفال، مطالبة بعشرة ملايين يورو لكل عائلة، لكن بلغاريا وحلفاؤها رفضوا هذا قائلين إنه سيكون اعترافا بالذنب. لكنهم عرضوا إقامة صندوق لعلاج الأطفال في مستشفيات أوروبية. ويقول بعض العلماء الغربيين إن الإهمال وتدني مستويات النظافة الصحية في المستشفى هما السبب الحقيقي في إصابة الأطفال بالفيروس وإن الممرضات والطبيب هم كبش فداء لا أكثر.