شركة ألمانية تنتج أقمشة تاريخية للقلاع والقصور الملكية حول العالم
٢٢ أغسطس ٢٠٠٩إذا احتاج صاحب إحدى القلاع أو الحصون التاريخية أو أحد المتاحف ستارة جديدة من قماش يتم نسجه وتطريزه على الطابع القديم الذي يعود إلى القرون الوسطي، فإن فولفغانغ إيشكه هو أوّل من يتمّ الاستنجاد به في هذه الحالة. ويعدّ إيشكه، وهو مهندس نسيج، أحد المتخصّصين القلائل في صناعة المنسوجات التّاريخية والقديمة في أوروبا والوحيد في ألمانيا. وعادة ما يستغرق تلبية طلب الزبون وقتا طويلا منذ الاتصال بالشركة إلى تسليم البضاعة المطلوبة، بحيث تحتاج شركة فولفغانغ إيشكه، التي تتّخذ من مدينة كريميتشاو في شرق ألمانيا مقرّا لها، إلى عامين كاملين لاستكمال طلب ما.
تكنولوجيا حديثة وطراز قديم
ويدير إيشكه الشركة بمساعدة زوجته ويوظّف نسّاجا ومتدرّبا بصفة دائمة، في حين يتمّ تشغيل طاقم مؤقّت يتكوّن من بين عشرة إلى 15 عاملا بحسب حجم الطلب. ويبلغ حجم تعاملات الشركة نحو 430 ألف دولار سنويا. وتتمثّل أوّل مهمّة للشركة في فحص جزء من الخيط الأصلي لمعرفة نوعه وتكوينه وصفاته الفنية، ثم يتم فحصه بشاشة إليكترونية وتصويره ثم تزويد برنامج تصميمي بالصورة الناتجة عن الفحص. بعد ذلك يقوم المصمّم بمقارنة نتيجة الفحص بالخيط الجديد للتأكّد من أنهما متماثلان تماما، ثم يتمّ صبغ الخيط الجديد قبل نسجه لإنتاج القماش الجديد.
ويقول إيشكه لزبائنه إنه ليس من الممكن إعادة إنتاج القماش القديم بشكله السّابق بنسبة مائة في المائة، فمن المستحيل إعادة نسج القماش الأصلي الذي يعود تاريخه إلى عصور قديمة. ذلك أن بعض الزبائن يشعرون بالإحباط لأن لون القماش الذي يعاد إنتاجه يكون في الغالب ساطعا للغاية، ولا يريد معظم الزبائن أن تبدو الأقمشة، التي يعلّقونها على الجدران أو يغطّون بها المقاعد، جديدة الطّابع بل يفضّلون أن تحتفظ بطابعها القديم من خلال اللّون الباهت. لكن إيشكه يقول إن النسيج سيتقادم بنفسه بمرور الوقت.
ربط الماضي بالحاضر
يشار إلى أن إيشكه ينحدر من أسرة عريقة في عالم النسيج، فقد أسّس جدّه الأكبر روبرت الشركة عام 1868 كشركة لنسج القطن والصوف، أمّا إيشكه فقد قرّر عام 1966 التخصّص في إعادة إنتاج الأقمشة القديمة ذات الصّبغة التاريخية. وفي عام 1972 صادرت الحكومة الاشتراكية في ما كان يعرف سابقا بألمانيا الشرقية الشركة. وتمكّن إيشكه من شراء شركته مرّة أخرى عام 1992 من مؤسسة، كانت تدير الممتلكات والأنشطة التجارية التي كانت بحوزة حكومة ألمانيا الشرقية سابقا بعد سقوط جدار برلين.
وبمرور الوقت تمكّنت شركته من كسب شهرة خارج ألمانيا، فقد تلّقى إيشكه قبل بضعة أشهر طلبية كبيرة بنسج أقمشة دمشقية وأخرى مطرّزة بالقصب لخمس غرف من قلعة في مدينة إنسبروك النمساوية. في هذا الإطار يتذكّر إيشكه قائلا: "إن ذلك الطلب كان يمثّل تحدّيا، إذ كان يتعيّن على شركته أن تعيد إنتاج أكثر من 40 نوعا مختلفا من الأقمشة المطرّزة".
ويصف البعض طريقة عمل إيشكه، الذي يستخدم التكنولوجيا المتطوّرة لإنتاج أقمشة من طراز قديم، بأنّها فريدة بحيث تربط الحاضر بالماضي. ومن بين زبائنه عدد من المشاهير، على غرار العائلة الملكية السويدية، التي كانت اقتنت أقمشة من شركته خصّيصا لتغطّي بها العربة الملكية.
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: طارق أنكاي