شولتس "قلق" من احتمال فوز اليمين المتطرف في انتخابات فرنسا
٢٣ يونيو ٢٠٢٤مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في الجارة فرنسا عبّر المستشار الألماني أولاف شولتس الأحد (23 يونيو/ حزيران 2024) عن "قلقه" من احتمال فوز اليمين المتطرّف في فرنسا في الانتخابات التشريعية المبكرة المرتقبة.
ويبدو أداء حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيئا قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات المبكرة التي دعا إليها ردّا على إلحاق اليمين المتطرّف هزيمة بحزبه في الانتخابات الأوروبية.
وقال شولتس خلال ما تسمى بـ "الـمقابلة الصيفية" مع شبكة "ايه آر دي" (ARD) الإعلامية العامة: "أشعر بالقلق من الانتخابات في فرنسا". وأضاف "آمل أن تنجح الأحزاب غير المحسوبة على (مارين) لوبن في الانتخابات. لكن القرار يعود إلى الشعب الفرنسي".
استطلاعات الرأي: تفوق واضح لليمين المتطرف
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحل تحالف ماكرون الحاكم ثالثا في الانتخابات التشريعية في 30 يونيو/ حزيران التي ستليها دورة ثانية في السابع من يوليو/ تموز، خلف حزب مارين لوبن، التجمّع الوطني اليميني المتطرف وتحالف يساري جديد.
وقد يصبح بذلك رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا رئيس وزراء فرنسا المقبل، رغم أن السياسي البالغ 28 عاما شدد على أنه لن يقبل بذلك إلا إذا نال حزبه وحلفاؤه الغالبية المطلقة.
وبحسب استطلاع نشر السبت لصالح صحيفة "لو باريزيان" وإذاعة "راديو فرنسا"، فإن الشعبويين اليمينيين يحصلون حاليا على 35.5 بالمئة من الأصوات، يليهم التحالف الانتخابي اليساري الأخضر "الجبهة الشعبية الجديدة" بنسبة 29.5 بالمئة. ويحتل معسكر ماكرون الليبرالي المركز الثالث بنسبة 19.5%.
زحف اليمين المتطرف في أوروبا
وقال شولتس في "الـمقابلة الصيفية" إن حقيقة وجود "نتائج أكثر دراماتيكية في الانتخابات الأوروبية في بعض البلدان الأخرى تصيبني بالإحباط على الأقل بقدر النتائج التي سجلناها هنا في ألمانيا".
وحقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتس أسوأ نتيجة له في الانتخابات الأوروبية بنسبة 13.9 في المائة. وبحصوله على 15.9 بالمائة، أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي ثاني أقوى حزب في ألمانيا بعد الاتحاد المسيحي، بل وأصبح أقوى حزب في ولايات ألمانيا الشرقية الخمس.
من جانب آخر نشرت صحيفة لوموند الفرنسية الأحد عريضة وقعها 170 دبلوماسيا ودبلوماسيا سابقا تحذر من فوز محتمل لليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقبلة الذي من شأنه، في رأيهم، أن "يضعف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة". وجاء في العريضة "لقد رأينا روسيا تغزو دولاً ذات سيادة وتدمر بأرتال الدبابات ما كان يضمن السلام في القارة الأوروبية (...) وشهدنا الإرهاب ينال من الديموقراطيات، والأنظمة غير الليبرالية تقلص التعددية وحرية الإعلام".
واضاف الموقعون: "لا يمكننا أن نقبل بأن يضعف فوز اليمين المتطرف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة، هنا في أوروبا" وأن "تبطل الشعبوية التحالفات وتفكك المجتمعات". اشار الموقعون إلى "المساس الخطير بالمؤسسات والتعددية في المجر" التي يحكمها اليمين المتطرف، علاوة على "الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب" أو حتى "خسارة البرازيل للنفوذ الدولي أثناء ولاية جاير بولسونارو" أو "المملكة المتحدة بعد بريكست".
وتابعوا "سوف يفسر خصومنا انتصار اليمين المتطرف على أنه وهن فرنسي ودعوة إلى التدخل في سياساتنا الوطنية وإلى العدوان على أوروبا، بما في ذلك عسكريا، إضافة الى التبعية الاقتصادية لفرنسا والقارة".
يُذكر أنه في بلدان أخرى، حققت الأحزاب اليمينية أيضاً مكاسب في الانتخابات الأوروبية. وفي هولندا، جاء "حزب من أجل الحرية" الشعبوي اليميني، الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، في المركز الثاني. وفي النمسا، كان حزب الحرية الشعبوي اليميني الفائز في الانتخابات بشكل واضح. وفي إيطاليا، أصبح حزب رئيسة الوزراء اليميني المتطرف جورجيا ميلوني، فراتيلي ديتاليا (إخوة إيطاليا)، القوة الأكبر في الانتخابات الأوروبية.
يذكر أن "المقابلة الصيفية" هي تقليد سنوي يتحدث فيه المستشار للإعلام قبل دخول البرلمان في العطلة الصيفية وتوقف أعماله.
ص.ش/ع.غ (أ ف ب)