صحفيان فرنسيان يُتهمان رسميا بـ"ابتزاز" ملك المغرب
٢٩ أغسطس ٢٠١٥وجهت رسميا ليل الجمعة السبت (29 أغسطس/آب 2015)، تهم إلى صحافيين فرنسيين يشتبه بأنهما حاولا ابتزاز ملك المغرب وأطلق سراحهما بكفالة، على ما أفاد مصدر قضائي. وأوضح المصدر أن اريك لوران وكاترين غراسييه اللذين أوقفا أول أمس الخميس في باريس اتهما بـ"الابتزاز" للاشتباه بسعيهما للحصول على أموال لقاء الامتناع عن نشر معلومات مزعجة تتعلق بعاهل المغرب الملك محمد السادس.
وذكر مصدر قريب من الملف أن الصحافيين أوقفا الخميس في باريس عند مغادرتهما اجتماعا مع ممثل مغربي جرى خلاله "تسليم وقبول مبلغ مالي". وأكد ايريك موتي محامي كاترين غراسييه لفرانس برس وجود "صفقة مالية" في "ملابسات مقلقة جدا". وفتحت نيابة باريس الأربعاء تحقيقا أوليا للقضية. وبحسب رواية محامي المغرب إيريك دوبون موريتي، تعود القضية إلى 23 تموز/يوليو عندما اتصل اريك لوران بالديوان الملكي المغربي ليطلب موعدا وقال إنه يعد لكتاب.
وأريك لوران هو الذي نشر كتاب "ذاكرة ملك" عام 1993 تضمن مقابلات مع العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني والد العاهل المغربي الحالي محمد السادس. وفي بداية 2012 نشر مع كاترين غراسييه كتابا ضد العاهل المغربي يحمل عنوان "الملك المفترس". وتم منع عدد من صحيفة البايس الاسبانية من التوزيع في المغرب بسبب نشرها مقاطع مطولة من الكتاب. وبعد اتصال الصحافي بالديوان الملكي، التقى به ممثل عن الديوان هو محام مغربي.
منطق الحيلة
وحسب المحامي دوبون موريتي فإن إيريك لوران قال "أعد كتابا مع غراسييه (..) ولقاء ثلاثة ملايين يورو ..سنسحب كتابنا". وتقدم المغرب بشكوى في باريس دفعت النيابة إلى فتح تحقيق. وفي هذا الإطار نظمت "لقاءات تم تصويرها بين ممثل الملك" والصحافيين، بحسب دوبون موريتي. من جانبه قال ايريك موتي محامي الصحافية إن "المحامي المفوض من قبل الملك قام بنصب فخ للصحافيين من خلال تسجيلات"، موضحا أنه "تم في هذه القضية اعتماد منطق الحيلة".
وأوضح دوبون موريتي أن الصحافيين خرجا من لقاء الخميس تحت مراقبة الشرطة ومعهما "دفعة مسبقة قيمتها 40 ألف يورو لكل منهما". وجرى توقيفهما بعيد ذلك ووضعا قيد الإيقاف التحفظي في مقر جهاز مكافحة التجاوزات بحق الأفراد.
وصدر عن لوران أيضا كتاب "بوش وإيران والقنبلة" و"الوجه الخفي للنفط" و"الوجه الخفي لـ11 أيلول/سبتمبر". أما غراسييه فقد نشرت "حاكمة قرطاج: الاستيلاء على تونس" و"ساركوزي - القذافي القصة السرية لخيانة".
وأكدت دار النشر الفرنسي سوي لوكالة فرانس برس الخميس انهما كانا يعدان كتابا عن ملك المغرب "كان يفترض ان يصدر في كانون الثاني/يناير أو شباط/فبراير". وقال الصحافي نيكولا بو الذي شارك في تأليف كتاب "حاكمة قرطاج"، "إذا تبيّن أن هذه الوقائع صحيحة فان الأمر مفاجئ بالنسبة لكاترين. فهي ليست من النوع الذي يرتكب جنحا كهذه".
وتأتي هذه القضية في أجواء من المصالحة بين باريس والرباط اللتين تصالحتا مطلع 2015 بعد خلاف بسبب شكاوى في باريس بتهمة التعذيب ضد رئيس جهاز مكافحة التجسس المغربي عبد اللطيف حموشي.
و.ب/ع.ش (أ.ف.ب)