صحف ألمانية: بوتين يتصرف مثل الهوليغانز
٥ أكتوبر ٢٠١٦صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" أبدت تفهمها لقرار واشنطن فكتبت:
"مثل نظام الأسد، لم تلتزم روسيا إلا بالقليل من الاتفاقيات التي عقدتها مع الولايات المتحدة. وقيام واشنطن بإيقاف المحادثات أمر يمكن تفهمه. وفي كل الأحوال فمن المفترض أن يظهر التدخل الروسي قبل كل شيء أن روسيا قوة عالمية، بينما ترى الولايات المتحدة الأمر على خلاف ذلك. إذ لا تكاد تلعب موسكو أي دور في التخطيط الاستراتيجي لواشنطن. منذ تولى أوباما منصبه، يجري التركيز على الصين، التي يراها رئيس الولايات المتحدة المنافس الأشد خطورة. أما روسيا فأهميتها ما تزال فقط في مسائل نزع السلاح. وهذا التجاهل يجعل حل الصراع السوري مستحيلا. أن روسيا تجازف، غير أن الناس يعانون في حلب بسبب ذلك."
مع هذا الرأي يتشابه أيضا رأي صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، التي كتبت:
"لقد أظهر بوتين من قبل في الشيشان، كيفية إدارته للحرب، عبر اختيار نوعية الأسلحة ذات أثقل عيار ومن خلال إلقاء القنابل وإطلاق الصواريخ حتى لا يبقى حجر على آخر. وبعدها يقوم بتولية حاكم مقبول ويترك له الحبل قليلا، وخلال ذلك يقوم (بوتين) بترسيخ مطالبه الخاصة في السلطة. وسيحاول بوتين ذلك في سوريا. وبسبب ترددها في وقت سابق في سوريا، لم يعد يوجد لدى الولايات المتحدة القدرة لمنع ذلك".
أما صحيفة "مانهايمر مورغن" فترى أن الولايات المتحدة مسؤولة أيضا عما يجري في سوريا:
"رغم ذلك، إن الولايات المتحدة تتساهل جدا عندما تحمل روسيا وحدها الآن مسؤولية الكارثة في سوريا ببساطة. من الصحيح أن كل شيء ازداد سوءا منذ التدخل العسكري لروسيا في الحرب الأهلية قبل عام. ولكن ماذا فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق في ذلك؟ "
بعد فترة وجيزة من وقف واشنطن لمحادثاتها حول سوريا قامت موسكو من جانبها بتعليق اتفاق مع الولايات المتحدة حول التخلص من فائض البلوتونيوم ذي الاستخدام العسكري، وتنظر صحيفة "هاندلسبلات"، التي تصدر في دوسلدورف إلى هذا التطور بقلق، حيث كتبت:
"العالم ينزلق تدريجيا إلى حافة الهاوية، لأن التطورات بعد تعليق روسيا لاتفاقها المبرم مع الولايات المتحدة بخصوص التخلص من البلوتونيوم، وقطع واشنطن للمفاوضات مع موسكو بشأن سوريا، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الوقوف على شفا حرب عالمية ثالثة"
وعلى العكس من ذلك لاحظت صحيفة "فرانكفورتر الغماينة" في تعليقها وقالت:
"أن تتلاعب أفكار ببوتين حقا باتجاه استخدام الأسلحة النووية، فهذه مسألة غير محتملة أبدا، فبوتين عموما فاعل عقلاني، يعرف ما قد يعني ذلك. ويبدو أن الأمر بالنسبة له يتعلق بتعزيز دور روسيا كلاعب على الساحة بشكل لا يمكن التنبؤ بما قد يفعل. وهكذا استطاع بوتين دائما في السنوات القليلة الماضية أن يستغفل بقية العالم في موضوع شبه جزيرة القرم وتوجيه النظر إلى سوريا بهدف مصلحته فقط، ولو على المدى القصير على الأقل. إنه تصرف مثل تصرف (أحد أفراد) الهوليغانز، حيث من الأفضل للمرء في حالة التشكك ألا يعمل من أجل مقابلته في الطريق. ولذلك فمن الواجب - مع الأسف - أن يتساءل الغرب بنفسه عن كيفية إمكانيات التعاون مع روسيا في زمن بوتين".