صحف ألمانية: هل يتكاتف الديمقراطيون ضد الشعبويين؟
٨ سبتمبر ٢٠١٦تطرقت المستشارة أنغيلا ميركل بشكل مباشر في كلمة ألقتها في البرلمان الألماني "ابوندستاغ" إلى نتائج انتخابات يوم الأحد الماضي في ولاية مكلنبورغ فوربومرن حيث دفع حزب "البديل لألمانيا" الشعبوي اليميني حزبها المسيحي الديمقراطي إلى المرتبة الثالثة. وجاء تعليق صحيفة "داس باديشه تاغبلات" كما يلي:
"أنغيلا ميركل محقة عندما قالت في البرلمان: يجب تبني خطاب معتدل والتمسك بالحقيقة لاستعادة ما فُقد من ثقة. هذه الرسالة ذهبت في جميع اتجاهات كتلتها الحزبية المتنازعة، لأن جمهور الهاربين قبل سنة من موعد الانتخابات البرلمانية كبير. كما لاحظ زعيم المعارضة من حزب اليسار ديتمار بارش بنوع من الارتياح والدقة... ظهور ميركل كان مثالا نموذجيا للكلام المعتدل: فهي كمختصة في العلوم الطبيعية تدرس مخططات إلى النهاية وتنفذ مشاريع. وبأسلوبها التجريدي في معالجة الأزمات، قد يُطلب منها اعتماد أسلوب خطابة أقل اعتدالا، بل التحدث بكلام أكثر وضوحا، لتقترب أحيانا من الحقيقة".
صحيفة "زكسيشه تسايتونغ" من مدينة دريسدن كتبت تعليقا على كلمة ميركل أمام البرلمان:
"صحيح أن حزب البديل لألمانيا هو المستفيد من الهجمات على ميركل، والمطالب المستمرة بتغيير النهج وكذلك من المزاعم التي تقول بأن سياسة ميركل في اللجوء هي التي جلبت الإرهاب. كما سيكون من الساذج الاعتقاد بأن تتشكل الآن كتلة كبيرة للديمقراطيين ضد الخطر اليميني، لأنه إذا نجحت حسابات ميركل، وإذا تركنا لها سعة من الوقت، وإذا استعادت الثقة، فإنها ستبقى في النهاية مستشارة. وكما يبدو فإنه لا زيغمار غابرييل (زعيم الاشتراكيين) ولا هورست زيهوفر (زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي) لا يرغبان في ذلك".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" كتبت بشأن النقاش العام في البرلمان:
"شيء ما تغير بالتقدم المخيف لحزب البديل لألمانيا في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن. فممثلو التحالف الحكومي الكبير أجمعوا على أن المشاجرات الحزبية التافهة ستكون الرد الخاطئ على العزوف الواسع للناخبين الغاضبين. فالسياسة مطالبة بأخذ قلق المواطنين على محمل الجد دون أن تفقد هويتها في الشكل والمضمون لصالح الشعبويين، كما حذرت من ذلك ميركل". ودعت ميركل إلى التكاتف بين الديمقراطيين عندما قالت: إذا بحثنا فيما بيننا عن الفائدة الصغيرة للنجاة بأي طريقة مثلا في تجاوز الأحد الانتخابي، فإن الفائز سيكون فقط أولئك الذين يراهنون على الشعارات والأجوبة السهلة المفترضة. وتمضي الصحيفة قائلة: "هذه كانت أقوى جملة وردت في كلمة ميركل. هدف طموح، لكن الواقع يبقى مختلفا".
صحيفة "نورنبيرغر ناخريشتن" كتبت في تعليقها على كلمة ميركل بالقول:
"ميركل دعت بحق إلى الاعتدال في الخطاب. فإذا ظل هورست زيهوفر يهاجم ’سياسة برلين’ وإذا قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي بأن نهج ميركل يدفع الناس إلى ’غضب عارم’، فإن ذلك يعكس الأسلوب الأصلي لحزب البديل لألمانيا وتمويها غير مقبول: فنهج التحالف الحكومي الذي يضم إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي المتملص بدون مصداقية من ميركل أيضا الحزب المسيحي الاجتماعي ويسبب هو الآخر حفيظة فئة من المواطنين. ولكن حتى في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن صوت نحو 20 في المائة من الناخبين لحزب البديل لألمانيا، و80 في المائة امتنعوا عن ذلك. يبدو أن هناك غالبية صامتة تنوه بنهج ميركل أو تعتبره رغم كل هذا الانتقاد بديلا أفضل لسياسة إغلاق الحدود الراديكالية".
وجاء في تعليق صحيفة "كولنر شتات أنتسايغر":
"بغض النظر عن كل ما يقال فإن الائتلاف الكبير فقد منذ مدة سياسته المشتركة. فميركل اندفعت بسياستها في اللجوء بوجه خاص في ورطة حقيقية بين الحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الشريك في الائتلاف. السياسيان زيهوفر وغابرييل يشعران بأن سياسة ميركل في اللجوء تُقابل برفض متزايد لدى الرأي العام، ولا يريدان التدحرج في سلم الإقصاء. وإلى جانب موضوع اللاجئين تفقد موضوعات سياسية أخرى بريقها وتتراجع إلى الخلف. لكن حتى هنا تآكلت المواقف المشتركة بين الأحزاب المسيحية والاشتراكيين".