صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل في مرآة الصحافة الأوروبية
٢٠ أكتوبر ٢٠١١اعتبرت صحيفة تاغستسايتونغ (Tageszeitung) الألمانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو هو الرابح في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وكتبت في تعليقها:
"إن تحرير شاليط أكسب نتانياهو تقديرا كبيرا من قبل شعبه. وسوف يكون لهذه الصفقة أيضا دور في الانتخابات القادمة، لكن على شرط تخلي الإرهابيين الذين أطلق سراحهم عن نشاطهم المسلح ضد الاحتلال. بيد أنه في حال عودة موجة التفجيرات الإرهابية وسقوط ضحايا إسرائيليين، فإن هذا سيؤدي إلى انقلاب في مزاج الشارع الإسرائيلي. لقد قويت شوكة حماس بشكل غير مسبوق، وصور الأسرى العائدين بعد إطلاق سراحهم غطت على خطاب محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. إن استخدام الإسلاميين للعنف في كفاحهم اتضح على أنه أكثر فعالية من محاولة دفع عملية السلام عن طريق الحوار السلمي. ومع ذلك، قد تتقرب حماس الآن بسبب شعبيتها الكبيرة بمرونة أكبر من فتح، وأخيرا من إسرائيل."
من جهتها تساءلت صحيفة "تاغسشبيغل" Tagespiegel الألمانية عن أهمية هذه الصفقة بالنسبة لعملية السلام المنشودة في الشرق الأوسط وكتبت تقول:
"رغم أن كل الساسة في مختلف بقاع العالم يعربون عن أملهم في أن تؤدي صفقة تبادل الأسرى إلى تحريك محادثات السلام، لايوجد حتى الآن أي مؤشر على ذلك. لقد أعلن نتانياهو في خطابه عن الاستمرار في مواجهة الإرهاب بكل قوة ولم يتضمن الخطاب أي لهجة تصالحية. فضلا عن ذلك، تسود تكهنات في إسرائيل حول ما إذا كان الترخيص لبناء مستوطنات جديدة على الأراضي الفلسطينية والذي صادف توقيت صفقة تبادل الأسرى قد جاء لإرضاء المعارضين للصفقة. لكن الاستمرار في بناء المستوطنات هو بالضبط أهم عقبة أمام استئناف محادثات السلام، مثلما تبعث أيضا احتفالات حماس العسكرية في غزة إشارات لا تؤسس للسلام."
صحيفة "نويه تسوريشه تسايتونغ" Neue Züricher Zeitung السويسرية تشيرفي معرض تعليقها على الصفقة إلى احتمال تأثير الثورات العربية على الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وكتبت تقول:
"إن القوى التي أطلقت في الشرق الأوسط تحجم الإسلاميين في قطاع غزة عوض أن تساهم في تناميهم. النظام السوري الذي يعد إحدى القوى التي تحمي حماس قد أصبح أُضعف بشكل ملحوظ. وفي نفس الوقت تخوض إيران، التي تعتبر أهم منظر لحركة حماس، والمملكة العربية السعودية صراعا بالوكالة في كل من اليمن والبحرين، يحركه السعي إلى السيادة الإقليمية وكذلك الاختلافات بين الشيعة والسنة. كما أن القاهرة ليست أقل استياء من السعودية تجاه سياسة طهران الإقليمية. وفي ظل هذه الأجواء يجدر بحماس أن تبتعد عن طهران ودمشق وأن تظهر الرغبة في المصالحة. إسرائيل ربحت كذلك فرصة لالتقاط الأنفاس. فحتى أقرب حلفائها كانوا مؤخراً منزعجين من موقف نتانياهو المتعنت. رغم أن كل ذلك لم يقرب إسرائيل والفلسطينيين من التوصل إلى حل تفاوضي شامل، ومع ذلك يبدو أنهما يشعران بأن هناك طاقات مؤثرة لا يمكنهم بسهولة إلغاؤها."
إعداد: طارق أنكاي
مراجعة: منى صالح