1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةفرنسا

صنصال واعتقال المؤثرين.. الخلاف بين فرنسا والجزائر يتأجج

٩ يناير ٢٠٢٥

صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة بعلاقة فرنسا والجزائر، فمعارض جزائري يتهم حكومة بلده بالوقوف خلف مؤثرين جزائريين أوقفتهم فرنسا بسبب رسائل كراهية بثوها، بينما تتهم الجزائر ماكرون بالتدخل "السافر" بعد حديثه عن صنصال.

https://p.dw.com/p/4ozxH
لقاء إيمانويل ماكرون مع عبد المجيد تبون في الجزائر (27/8/2022)
بعد خطوة ماكرون للتقارب مع الجزائر قبل نحو عامين ونصف يبدو أن هناك اضطرابات جديدة في العلاقة المعقدة في كثير من الأحيان بين فرنسا والجزائر. صورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images

أوقفت السلطات في باريس مؤخرا ثلاثة مؤثرين جزائريين، للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري.

 وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عن عملية الاعتقال مساء الأحد (5/1/2025) اعتقال المؤثرين الثلاثة في مدن مونبلييه بجنوب فرنسا وغرونوبل في جبال الألب وبريست غربي البلاد، وسط تجدد الاضطرابات في العلاقة المعقدة في كثير من الأحيان بين فرنسا والجزائر، التي استقلت عن الحكم الفرنسي عام 1962 بعد حرب وحشية. 

وتم إيقاف أحدهم الجمعة في ضواحي غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو، تم حذفه في وقت لاحق، يحث المتابعين على "الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية"، بحسب لقطة مصورة من شاشة لوزير الداخلية برونو ريتايو.

وقال تقرير إعلامي فرنسي أرفقه الوزير بمنشور له على موقع "اكس" إن "المؤثر نشر مقطع فيديو لمتابعيه البالغ عددهم 138 ألفا على تطبيق "تيك توك" اعتبرته السلطات الفرنسية معاديا للسامية.

ونشر هذا الرجل "أنا معك يا زازو"، مخاطبا مؤثرا جزائريًا آخر، يدعى يوسف أ. المعروف باسم "زازو يوسف"، كان قد اعتقل قبل ساعات قليلة، بشبهة الدعوة إلى شن هجمات في فرنسا ضد "معارضي النظام الحالي في الجزائر"، بحسب القضاء الفرنسي.

كان لدى يوسف أ. أكثر من 400 ألف متابع على تطبيق تيك توك. وقد حذفت المنصة حسابه منذ ذلك الحين.

ونشر الشخص الثالث الذي تم اعتقاله على تطبيق تيك توك: "اقتلوه، دعوه يتعذب"، في إشارة إلى متظاهر جزائري معارض للنظام. كما فتح القضاء أيضًا تحقيقات ضد اثنين آخرين من المؤثرين الفرنسيين الجزائريين بسبب فيديوهات تنشر الكراهية.

زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للمغرب

مسجد باريس يرفض اتهامات بن زهرة

واتهم المعارض الجزائري شوقي بن زهرة، وهو لاجئ سياسي في فرنسا، السلطات الجزائرية بالوقوف وراء هذه "الظاهرة" والدليل بحسبه أن المسجد الكبير في باريس، الذي تموله الجزائر، "يستقبل أيضًا مؤثرين".

وردت مؤسسة مسجد باريس على هذه التصريحات "التشهيرية" التي أدلى بها "مدون مغمور" واعتبرتها جزءا من "حملة افتراء غير محتملة"، لكنها أكدت على "دورها البناء في العلاقات بين البلدين".

وحسب العديد من المعارضين الجزائريين في فرنسا الذين التقتهم وكالة فرانس برس، فإن هذه الرسائل العنيفة بشكل خاص ازدادت حدة بعد أن غيرت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، موقفها من قضية الصحراء الغربية.

أسباب التوتر الجديد بين الجزائر وباريس

في صيف 2022، بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوة "للتقارب" مع الجزائر بشأن "مسألة الذاكرة، مسألة الماضي الاستعماري"، المرتبطة بحرب الاستقلال التي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، لكن موقفه من الصحراء الغربية اعتبرته الجزائر "خيانة"، كما لاحظ ريكاردو فابياني، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية.

ففي نهاية تموز/ يوليو الماضي، انحاز إيمانويل ماكرون إلى جانب إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أن مستقبل الصحراء الغربية يكمن "في إطار السيادة المغربية". وساعد ذلك في التقارب مع الرباط وأزمة جديدة مع الجزائر التي لم تعد تقيم علاقات دبلوماسية مع جارتها منذ أغسطس/ آب 2021.

سبب آخر من أسباب التوتر هو مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال (75 عاماً)، الذي يقبع في السجن في الجزائر منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني بتهمة المساس بأمن الدولة، وهو في وحدة العناية الصحية منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول.

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع "فرونتيير" الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، قال فيها إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.

وكان الرئيس الفرنسي اعتبر الاثنين الماضي أن "الجزائر التي نحبها كثيرا والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج" مطالبا بالإفراج عن الكاتب المحتجز "بطريقة تعسفية تماما".

قضية بوعلام صنصال تعيد أجواء التوتر بين الجزائر وفرنسا

رد جزائري شديد اللهجة على ماكرون

وعبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن استغرابها التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، ووصفتها بـ"التدخل السافر وغير المقبول في شأن جزائري داخلي".

وأشار مدير مركز الدراسات العربية والمتوسطية في جنيف حسني عبيدي في تصريح لوكالة فرنس برس، إلى أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى "نقطة اللاعودة ".

وأعرب عبيدي عن أسفه لأن "تصريحات ماكرون القاسية وغير المألوفة" من شأنها "تعزيز دعاة القطيعة التامة بين البلدين" و"تكشف فشل الرئيس (الفرنسي) في سياسته الجزائرية".

انتقادات للطرفين .. العلاقة "متينة"

أما كريمة ديراش، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في باريس، فاعتبرت أننا "أمام رئيس دولة فرنسي لا يعرف كيف يتصرف"، و"يترك انفعالاته تتغلب عليه ولا يحترم القواعد"، وسلطة جزائرية "حساسة جدا تجاه كل ما يصدر عن الدولة الفرنسية".

وشدّدت على أنه على الرغم من هذه "المناوشات" المتكررة بانتظام، تظل العلاقة الفرنسية الجزائرية "متينة" من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، مضيفة بسخرية أن "فرنسا والجزائر ثنائي يتنازع بانتظام".

ص.ش/ع.ش (أ ف ب، أ ب)