ضغوط أمريكية لتبنّي حلّ الدولتين وتأييد إسرائيلي للسياسة الأمريكية تجاه إيران
٦ مايو ٢٠٠٩أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر صحفي في واشنطن مساء أمس الثلاثاء (5 مايو/أيار) أن بلاده مُتمسّكة بحلّ الدولتين، مشدداً على أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو "متمسّك بالتزامات الحكومة السابقة، التي كانت أقرّت خارطة الطريق القائمة على حلّ الدولتين". وأكّد بيريز على استعداد نتانياهو "للتّفاوض على الفور"، مشيرا إلى أن نتايناهو كان صرّح بأنّه "لا ينوي حكم الشعب الفلسطيني".
بيريز يؤكّد تأييد بلاده لتفاوض أوباما مباشرة مع إيران
جاء ذلك عقب لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في أوّل قمّة بين إسرائيل والولايات المتّحدة منذ تولّي أوباما مهامّه كرئيس في مطلع هذا العام وتولّي بنيامين نتانياهو منصب رئيس الحكومة في إسرائيل. يُشار في هذا السّياق إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كان رفض الحديث علنا عن حلّ الدولتين، وفضّل تركيز الجهود على تحسين اقتصاد الضفة الغربية قبل بدء مفاوضات حول الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكّد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز تأييد بلاده لخطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما للدّخول في مفاوضات مباشرة مع إيران. وأوضح بيريز أن "الشيء الأفضل" سيكون نجاح دبلوماسية أوباما مع إيران ومنع الجمهورية الإسلامية من تطوير أسلحة نووية وإنهاء دعم طهران لحزب الله وحركة حماس.
ضغوط أمريكية لدفع عملية السلام المتعثرة
وقبيل اجتماع أوباما وبيريز، صعّد نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في خطاب المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) من الضغوط على إسرائيل فيما يتعلّق بالوضع الحالي في الشرق الأوسط وشدّد على الموقف الأمريكي الواضح والمؤيّد لحلّ الدولتين. وطالب بايدن الإسرائيليين "بالعمل في اتجاه حلّ على أساس الدولتين"، حيث قال: "لن يعجبكم ما سأقوله، لكن لا تبنوا مزيدا من المستوطنات وفكّكوا المستوطنات القائمة واسمحوا للفلسطينيين بحرية التحرك". بيد أنّه شدّد في الوقت نفسه على أن أمن إسرائيل من الأوليات التي لا نقاش فيها، وطالب في هذا الإطار السلطة الفلسطينية بمكافحة الإرهاب والتحريض ضد إسرائيل. كما دعا نائب الرئيس الأميركي الدول العربية إلى التحرّك باتجاه إنهاء عزلة إسرائيل، قائلاً: "حان الوقت للدول العربية لاتخاذ مبادرات مهمة لتظهر لإسرائيل وشعبها أن الوعد بإنهاء عزلة إسرائيل في المنطقة حقيقي وواقعي".
من جهته، وفي تطور لاحق، أعرب نتايناهو في كلمة مصورة عبر الأقمار الصناعية، عُرضت أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، على استعداده لبدء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية على الفور، ولكن دون أن يشير إلى إقامة دولة فلسطينية.
سياسة الحوار مع إيران بدل المواجهة
على صعيد آخر، ركز بايدن أيضا على جهود حكومة أوباما لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، الذي تعتبره إسرائيل غطاء لعملية صنع أسلحة نووية وتهديدا لوجودها. وقال بايدن: "سنتابع عملية دبلوماسية مباشرة مع إيران"، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي لهذه المحادثات يكمن في منع إيران من امتلاك أسلحة نووية." وشدّد بايدن على عزم بلاده إتباع سياسة الحوار مع طهران، حيث قال: "ستقترب الولايات المتحدة من إيران في البداية بروح من الاحترام المتبادل ونحن نريد من إيران أن تتخذ الوضع الذي تستحقه سياسيا واقتصاديا في المجتمع الدولي." بيد أن هذه التصريحات أثارت مخاوف بعض المسؤولين الإسرائيليين في تخفيف محتمل في السياسة الأمريكية إزاء طموحات إيران النووية.
هذا، ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في واشنطن في 18 من شهر مايو/أيّار الجاري.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
تحرير: سمر كرم