ضغوط أوروبية على اليونان وتلويح بوقف خطة الإنقاذ الأوروبية
٣ نوفمبر ٢٠١١صرح وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي جان ليونيتي، الخميس (3تشرين الثاني/ نوفمبر)، أن منطقة اليورو "يمكنها الاستغناء" عن اليونان و"تجاوز" الصعوبات التي تمثلها هذه الأخيرة بعد أن باتت على وشك الإفلاس. وصرح ليونيتي لإذاعة "ار تي ال" أن "اليورو وأوروبا بإمكانهما الاستمرار" من دون اليونان، وهو احتمال ممكن، في حال إجراء استفتاء، نظرا لوزنها الاقتصادي، لأن اليونان تشكل "2% من إجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو و4% من ديون منطقة اليورو".
ومساء الأربعاء أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل أن الاستفتاء يجب أن يكون حول انتماء اليونان إلى منطقة اليورو، ولم تعد بالتالي فكرة تخلي إحدى الدول عن العملة الأوروبية الموحدة من المواضيع المحرمة. ولوح مسؤولو الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد بالتهديد المالي، مؤكدين أن أثينا لن تحصل على القسم المقبل من المساعدة المقررة إلا بعد إجراء الاستفتاء والموافقة على تطبيق الخطة الأوروبية.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي جمدا مدفوعات حزمة الإنقاذ المالي الخاصة باليونان، بعدما دعت أثينا إلى استفتاء على هذا الإجراء. وقال ساركوزي، في تصريحات للصحفيين في حضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "نقول ببساطة إنه بإمكاننا أن نضخ أموالا من دافعي الضرائب الأوروبيين... بمجرد أن تحترم القواعد التي تمت الموافقة عليها بالإجماع، وإذا لم تحترم (تلك القواعد)، فلن يكون بمقدور أوروبا ولا صندوق النقد الدولي أن يعطيا سنتا واحدا".
الحكومة اليونانية تفقد الأغلبية
وتأتي هذه التطورات قبيل قمة مجموعة العشرين، التي سيحاول الأوروبيون خلالها أن يشرحوا للقوى الكبرى الأخرى المعضلة الجديدة التي يطرحها قرار اليونان تنظيم استفتاء ينطوي على مخاطر كبرى حول خطة الإنقاذ الأوروبية.
ويلتقي رؤساء دول وحكومات البلدان الغنية والناشئة العشرين الكبرى، في القمة، التي تبدأ أعمالها الخميس (3 تشرين الثاني/ نوفمبر) في كان بفرنسا وتستمر يومين، والتي كان من المفترض أن يتم خلالها عرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في بروكسل لإنقاذ اليونان والحؤول دون امتداد أزمة الديون التي تهدد دولا مثل ايطاليا ومجمل الاقتصاد العالمي.
ومن جانبه قال الوزراء اليوناني جورج باباندريو، أمس الأربعاء، إنه يتوقع أن يصوت اليونانيون في الاستفتاء لصالح حزمة الإنقاذ المالي التي يرعاها الاتحاد الأوروبي، لكن حكومة باباندريو مهددة بفقدان الأغلبية في البرلمان، لاسيما بعد أن أعلنت نائبتان من الأغلبية الاشتراكية إنهما لن تصوتا الجمعة على منح الثقة للحكومة التي فقدت بذلك أغلبيتها في البرلمان. ويأتي ذلك وسط تعالي أصوات داخل حزب باباندريو الاشتراكي الحاكم تعلن معارضتها لفكرة إجراء استفتاء شعبي على حزمة الإجراءات التي أقرتها القمة الأوروبية قبل أسبوع لإنقاذ اليونان من الإفلاس.
(ف. ي/ د ب ا، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي