طبيب من حلب: كل ما يضمن بقاء الناس يتعرض للتدمير
١٧ فبراير ٢٠١٦DW حاثم أنت حاليا موجود على التراب التركي في بلدة تبعد نحو مائة كيلومتر شمال حلب ...
حاتم: نعم ويعود ذلك لأسباب أمنية. ولذلك لا أريد ذكر اسمي العائلي. أنا أعمل ضمن طاقم الجمعية الطبية السورية الأمريكية.
مستشفيان كانت تدعمهما جمعيتكم في منطقة إدلب تعرضا الاثنين لهجوم بالصواريخ ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين. هل كان هذا الهجوم مفاجئا؟
كان يوما مفجعا، لكنه جزء من الظروف التي نعايشها. وهذه الهجمات التي تستهدف أيضا مستشفيات ليست بالجديدة. فإمكانياتنا لتقديم المساعدة الإنسانية تتقلص مع مرور الوقت. الوضع جد كارثي، ونحن لا نعرف هل سنكون قادرين على الاستمرار في تقديم المساعدة أم لا.
ما الذي يمكن لكم فعله حاليا؟
نحاول بناء منشآت تحت الأرض للتمكن من إدارة محطات تطبيب. وما عدا ذلك فنحن غير قادرين على فعل شيء آخر. نحن فقط أطباء وممرضون وصيادلة. لم يعد لدينا ما نفعله سوى مناشدة جميع الأطراف وقف أعمال العنف. نحن نود استثمار أموالنا في أدوية تلقيح، غير أننا مجبرون على صرفها في بناء مخابئ.
هذا يعني بأن هناك بعض المستشفيات التي ما تزال تعمل؟
نعم، لكن في كثير من المواقع أُجبرت مستشفيات وعيادات على الإغلاق أو على الأقل وقف الخدمات الصحية لفترات مؤقتة. فمنذ اندلاع الحرب تُشن هجمات على منشآت طبية. ومنذ أبريل 2015 سُجل تصعيد في تلك الهجمات. ولذلك نحن نقوم بتوثيق تلك الاعتداءات على مستشفيات وسيارات إسعاف وطواقم طبية. ما حدث في قندس بأفغانستان في أكتوبر يحصل في سوريا في كل ثلاثة أو أربعة أيام.
هل المخابئ الأرضية تشكل حماية فعالة ضد تلك الهجمات؟
كيفما كانت محاولاتنا للحماية، فإن أطراف النزاع والنظام والروس سيستخدمون بكل بساطة أسلحة ذات فاعلية أكبر. لكننا نحاول ضمان حد أدنى من الأمن. وفي النهاية فإن ممارسة ضغط دولي أكبر على النظام والروس هي فقط الكفيلة بالمساعدة في وقف خروقات حقوق الإنسان.
صليب أحمر أو هلال أحمر فوق السطح لا ينفعان في شيء؟
نعم، هذا ما كنا سنفعله في الحالات العادية. المستشفيات تحظى طبقا لمعاهدة جنيف بحماية خاصة. وعوض ذلك نجد الأطباء مجبرين على العمل تحت الأرض أو يختبئون خلف متاريس من الرمل. وقبل التدخل الروسي كانت البراميل الحارقة هي همنا الأول وليس الصواريخ، واليوم لا نقدر على حماية أحد.
إذن من يحتاج إلى طبيب في حلب أو إدلب يحاول مغادرة البلاد؟
الصحة ليست إلا جانبا واحدا من المأساة. البنية التحتية برمتها دُمرت. مدارس وأسواق ومخابز، كل ما يضمن بقاء الناس في الحياة يتعرض للتدمير.