"حل" الوكالة اليهودية بروسيا- بادرة أزمة بين روسيا وإسرائيل؟
٢٦ يوليو ٢٠٢٢قال الكرملين اليوم الثلاثاء (26 تموز/يوليو 2022) إن خطوة إغلاق الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا يجب ألا "تسيّس"، واصفًا إياها بأنها مسألة قانونية بحتة.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء: "لا ينبغي تسييس الوضع أو أن يؤثر على العلاقات الروسية الإسرائيلية ككل"، وأضاف: "هناك قضايا مرتبطة بالتزام القانون الروسي. يجب التعامل مع هذا الوضع بحذر شديد". ولم يقدم بيسكوف تفاصيل إضافية.
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت محكمة في موسكو الأسبوع الماضي أن وزارة العدل طلبت "حل" الوكالة اليهودية للهجرة، التي تساعد اليهود على الانتقال إلى إسرائيل، بسبب ما قالت إنها انتهاكات قانونية لكنها لم تحدّدها. ومن المتوقع أن تقدم مزيدًا من التفاصيل أمام محكمة روسية يوم الخميس.
من جانبه، قال الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في بيان ردًا على تصريحات بيسكوف إن "العلاقات بين إسرائيل وروسيا تستند إلى تاريخ طويل وتواصل منتظم ومصالح مشتركة"، وأضاف: "الجالية اليهودية في قلب هذه العلاقات. إذا كانت هناك قضايا قانونية مرتبطة بالنشاط المهم للوكالة اليهودية في روسيا، فإن إسرائيل، كعادتها، مستعدة وجاهزة للدخول في حوار".
تحذير للابيد؟
ويقول محللون إن القرار الروسي بإغلاق الوكالة اليهودية قد يكون بمثابة تحذير من الكرملين للابيد الذي اتخذ موقفًا أكثر صرامة من سلفه بشأن الصراع في أوكرانيا، وكذلك محاولة لإبطاء هجرة الأدمغة من روسيا. وغادر عشرات الآلاف من الروس البلاد منذ أطلق فلاديمير بوتين حربه على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير وفرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على موسكو.
وعبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات للتلفزيون الروسي عن أسفها للتنديد الإسرائيلي بغزو أوكرانيا. وفي أيار/مايو، استدعت إسرائيل السفير الروسي بسبب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تتعلق بأدولف هتلر. وقالت زاخاروفا: "للأسف، سمعنا في الأشهر الماضية، على مستوى التصريحات، خطابًا غير بناء تمامًا، والأهم من ذلك، خطابا متحيزًا من إسرائيل. كان أمرًا غير مفهوم بالمرة وغريبًا بالنسبة لنا".
وكان لابيد حذر الأحد في بيان من أن حل الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا سيشكل "حدثًا خطيرًا" يمكن أن يؤثر على العلاقات بين البلدين. وأثارت القضية مخاوف في إسرائيل من وجود أزمة مع روسيا التي توجد بها جالية يهودية كبيرة.
"سنحل الأزمة بالقنوات الدبلوماسية"
ووضع لابيد فريقًا من الحقوقيين الإسرائيليين على أهبة الاستعداد للسفر لحل موضوع الوكالة اليهودية، بمجرد موافقة موسكو على ذلك. لكن الفريق لم يغادر حتى ظهر اليوم الثلاثاء. وقالت وزيرة الهجرة الإسرائيلية بنينا تامانو شطا لتلفزيون "واي نت": "سنحل هذا الأمر من خلال القنوات الدبلوماسية، حتى لو لم يذهبوا".
ويبلغ عدد المؤهلين للهجرة إلى إسرائيل نحو 600 ألف روسي. وقالت تامانو شطا إن عدد الطلبات زاد منذ رفع القضية على الوكالة اليهودية التي تتخذ من القدس مقرا لها وهي أكبر منظمة يهودية غير ربحية في العالم.
وتُعنى الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا، والتي أُسّست في العام 1929، بتنظيم هجرة الأشخاص ذوي الأصول اليهودية إلى إسرائيل. وبدأت نشاطاتها في روسيا في العام 1989، أي قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفياتي. وبعد سقوطه، وصل إلى إسرائيل مئات آلاف اليهود آتين من كل أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق. ويبلغ عدد سكان إسرائيل 9,4 ملايين نسمة، يتحدّر أكثر من مليون منهم من الاتحاد السوفياتي السابق.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)