الهندسة المعمارية والرسم والطباعة والتصميم والرقص، كل هذا يتم تعلمه ودراسته وتدريسه في باوهاوس. كان تحولاً وتجريباً مع التطلعات، والتفكير في التصميم من منظور جديد تماماً. تجاوب مع دعوة مؤسس باوهاوس Walter Gropius أكثر الفنانين شهرة في ذلك الوقت وعلى رأسهم هانس ماير Hannes Meyer وميس فان دير روه Mies van der Rohe و ليونيل فاينينغر Lyonel Feininger وأوسكار شليمر Oskar Schlemmer وفاسيلي كاندنسكي Wassily Kandinsky وبول كليه Paul Klee ولازلو موهولي ناجي László Moholy-Nagy وآني ألبرز Anni Albers وجوزيف ألبرز Josef Albers وغونتا ستولزل Gunta Stölzl. واليوم تعتبر باوهاوس موطن الحداثة وهي تمثل التصميم الجرئ والعقلاني والعملي. تأسست مدرسة باوهاوس عام 1919 في مدينة فايمار الألمانية، وانتقلت الى ديساو عام 1925، ثم أغلقت عام 1933 تحت ضغط النازيين في برلين. وبذا يكون طول عمر وجود باوهاوس التاريخي أربعة عشرة عاماً فقط. وبعد إغلاق المدرسة هاجر الفنانون المنتمون إليها، حاملين معهم الأفكار والرؤى إلى سائر أنحاء العالم. يتكون الفيلم الوثائقي "عالم باوهاوس" من ثلاثة أجزاء، وهي: "الرؤيا" و "العراقة" و "التأثير" ، وتطلب تصويره من المؤلفة ليديا رانك Lydia Ranke السفر حول العالم. وبالإضافة إلى التصوير في الأماكن الكلاسيكية المرتبطة بمدرسة "باوهاوس" مثل فايمار وديساو وبرلين، فإن طاقم الفيلم سافر أيضاً إلى طوكيو وعمان وتل أبيب ونيويورك وشيكاغو وميديلين ومكسيكو سيتي. وفي سياق الفيلم يتحدث أبرز وجوه "باوهاوس" كالمعماري الشهير نورمان فوستر Norman Foster ، والمعمارية المكسيكية تاتيانا بلباو Tatiana Bilbao ، أو الناقد المعماري النيوزيلندي مارك ويغلي Mark Wigley ، وكذلك عدد من الفنانين الناشئين، مثل مصمم الأثاث اللندني ينكا إيلوري Yinka Ilori ومصممة الأزياء كاسيا كوشارسكا Kasia Kucharska التي تعمل من برلين. تبرز المواد الأرشيفية في الفيلم فلسفة وتاريخ باوهاوس، وأوجه الشبه بين الماضي والحاضر. يركز الجزء الثالث والأخير من فيلم عالم باوهاوس "العراقة"، على تأثير فلسفة باوهاوس على مجتمع العولمة في القرن الحادي والعشرين. وينتهي بنا المطاف على سطح المريخ، فهل هذا هو الحل؟ أو هل يمكننا الإجابة على أسئلة من قبيل: "كيف نريد العيش في المستقبل؟" و "هل يمكن للتصميم والتشكيل الجيد تحسين حياة الناس؟"