عباس يدعو للتهدئة في غزة وحماس تهدد بمعركة طويلة
١٠ يوليو ٢٠١٤
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم الخميس (10 يوليو/حزيران) إلى إعلان تهدئة في قطاع غزة من دون شروط مسبقة، معتبرا أن ما يجرى في القطاع من توتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل "قتال غير متكافئ". وقال عباس لدى استقباله وجهاء وفعاليات مدينة القدس في رام الله "لا نريد من أي طرف تقديم أي شروط للعودة إلى التهدئة، لأن الأهم هو حقن الدماء، ومصر أجرت اتصالات مع الجانبين ولكن هذه الاتصالات للأسف فشلت ".
وأضاف "تكلمنا مع الجانب الأمريكي وطلبنا أن يوقفوا العمليات العسكرية من جانب إسرائيل، ونحن نحاول ان نقنع حركة حماس بوقف العمليات، ولكن للأسف لم ننجح بذلك أيضا".
وأكد عباس أنه يجرى اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية خاصة مصر وتركيا وقطر "فنحن لم نترك جهدا إلا وبذلناه لحماية قطاع غزة من الدمار، وحتى نحقن أي قطرة دم، وهذا هو الأهم". وقال " ليس المهم من يكسب أو يخسر أو من البادئ بالعدوان، المهم هو كيف ننهي هذا العدوان وشلال الدم".
وكان مسؤولون في حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، أعلنوا أن الحركة ليست في عجلة من أمرها من التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل.
في هذه الأثناء أكد الجناح المسلح لحركة "حماس" كتائب القسام مساء الخميس، جاهزيته لصراع يمتد لأسابيع مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم القسام المكنى أبو عبيدة في خطاب تلفزيوني مسجل "أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جدا وليس كما يقول قادة العدو لأسبوع أو عشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جدا". وتوعد أبو عبيدة بأن إسرائيل لن تكون قادرة على تحديد موعد نهاية التوتر الحاصل في غزة قائلا: "لم نبدأ بحرب ولم نبدأ بعدوان بل العدو هو الذي بدأ بالتهديد والوعيد ثم ترجم ذلك بالعدوان الذي تصاعد، ولكن بعد أن بدأت الحرب فإنه لن يقرر موعد نهايتها ولا شروطها ولا شكلها".
على الصعيد الخارجي دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "ضبط النفس" و"التهدئة"، في اليوم الثالث من العملية العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وحماس. وقال أولاند في خطاب، ألقاه الخميس (10 يوليو/ تموز)، قرب رينس (شمال شرق) إن "الرسالة الوحيدة التي علينا التعبير عنها هي رسالة الحوار وضبط النفس والسعي قدر الإمكان إلى التهدئة".
وكان أولاند أعرب الأربعاء عن موقف مؤيد لإستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مبديا "تضامن" فرنسا مع إسرائيل ومنددا "بشدة" بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، مؤكدا أنه "يعود للحكومة الإسرائيلية أن تتخذ كل التدابير لحماية سكانها في مواجهة التهديدات".
وفي أروقة مجلس الأمن استعرض المسؤولون الفلسطينيون حقوقهم القانونية ضد إسرائيل في ظل المكانة الدولية المعززة لهم في حين أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إطلاق صواريخ على إسرائيل وقتل مدنيين في غزة بسبب القوة المفرطة.
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور لمجلس الأمن إن المجتمع الدولي ملزم بضمان حماية المدنيين الفلسطينيين بموجب اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين وقت الحرب والاحتلال.
وقال منصور لاجتماع للمجلس بناء على طلب بان إن من الواضح أن إسرائيل انتهكت وتخلت عن مسؤوليتها كقوة احتلال بخصوص ضمان سلامة ورفاهية السكان المدنيين تحت احتلالها.
من جانبه قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور لمجلس الأمن إن بلاده تتخذ تدابير كبيرة لتجنب إيذاء المدنيين في حين تنفذ عملية عسكرية "لإزالة التهديد الذي تمثله حماس بتفكيك بنيتها العسكرية".
ميدانيا قالت مصادر طبية فلسطينية إن عملية "الجرف الصامد" العسكرية الإسرائيلية أسفرت منذ بداية شنها فجر أول أمس الثلاثاء عن مقتل 89 فلسطينيا، بينهم 20 طفلا، وإصابة 630 جريحا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
وأطلق فلسطينيون مساء الخميس قذائف صاروخية باتجاه القدس ومناطق أخرى. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ أسقطت بعض القذائف بينما سقطت عدة قذائف في مناطق خالية. وقالت الإذاعة إن أكثر من مئة قذيفة صاروخية من قطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ صباح اليوم الخميس.
ف.ي/ ع.ج.م (د ب ا، رويترز، أ ف ب)