عشرات الآلاف من الأرمن يواصلون النزوح من ناغورني كاراباخ
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣عبر أكثر من 47 ألفا من أصل 120 ألف أرمني في إقليم ناغورني كاراباخ وفق آخر حصيلة اليوم (الأربعاء 27 سبتمبر/ أيلول 2023)، وهذا إقليم معترف به دوليا كجزء من أذربيجان، الحدود إلى أرمينيا. وأدى الانتصار العسكري الذي حققته أذربيجان قبل أسبوع بخصوص الإقليم، الذي كان في السابق خارج سيطرة باكو، إلى واحدة من أكبر نزوح الناس في جنوب القوقاز منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
واكتظ الطريق الجبلي الحاد المتعرج من ناغورني كاراباخ باتجاه أرمينيابالناس. وينام الكثيرون في السيارات أو يبحثون عن الحطب للتدفئة على جانب الطريق. وقالت فيرا بيتروسيان وهي معلمة متقاعدة تبلغ من العمر 70 عاما لرويترز أمس الثلاثاء "تركت كل شيء ورائي. لا أعرف ما الذي ينتظرني. ليس لدي أي شيء. لا أريد أي شيء".
وأضافت "لا أريد أن يرى أحد ما رأيته" وهي تفكر في عمليات إطلاق النار والجوع والاضطراب والمعاناة التي شهدتها قبل هروبها إلى أرمينيا. وتقيم الآن في فندق على الجانب الأرمني من الحدود مع أذربيجان، أصبح منزلها في الوقت الراهن.
وجاء الهجوم الأذربيجاني الذي استمر 24 ساعة في الإقليم وسط حصار فُرض على الجيب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ولم يتضح بالضبط ما حدث قبل موافقة قيادة الإقليم على وقف إطلاق النار. وتقول أذربيجان إن المدنيين لم يصابوا بأذى. وخاضت أرمينياوأذربيجان حربين على الجيب خلال 30 عاما، واستعادت أذربيجان مساحات شاسعة من الأراضي داخل ناغورني كاراباخ وما حوله في صراع استمر ستة أسابيع في عام 2020.
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إنه سيتم احترام حقوق الأرمن، لكنه قال إن "قبضته الحديدية" بددت فكرة إنشاء دولة مستقلة للسكان ذوي الأصول الأرمينية في ناغورني كاراباخ، مضيفا أن الإقليم سيتحول إلى "فردوس".
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى التوقف عن المزيد من الأعمال القتالية في ناغورني كاراباخ. وقال بلينكن في منشور عبر حسابه على "إكس" "تحدثت إلى الرئيس الأذربيجاني علييف اليوم (الثلاثاء) لحثه على الامتناع عن المزيد من الأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق دون تأخير".
وقال أرمن ناغورني كاراباخ إنهم لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان ويخشون مواجهة التطهير العرقي على يد باكو التي نفت مرارا مثل هذه المزاعم ووصفتها بأنها هراء. وذكرت السلطات المحلية أن انفجارا كبيرا وقع في مستودع للوقود في منطقة أسكيران في ناغورني كاراباخ يوم الاثنين. ولم يتضح سبب وقوعه كما تضاربت التفاصيل بشأن حصيلة قتلى ومصابي الانفجار، لكن تشير آخر البيانات إلى أن 125 شخصا قتلوا، حسبما أفادت وزيرة الصحة الأرمينية أناهيت أفانيسيان، وأصيب نحو 290 آخرين ونقل نحو 170 شخصا إلى مستشفيات في أرمينيا.
من ناحية أخرى أعلنت أذربيجان اليوم الأربعاء مقتل 192 من جنودها ومدني واحد في هجومها الخاطف على جيب ناغورني كاراباخ الأسبوع الماضي. ولفتت وزارة الصحة الأذربيجانية إلى أن أكثر من 500 جندي أذربيجاني أُصيبوا أيضًا في الهجوم الذي دام أقلّ من 24 ساعة وانتهى بتعهّد من الانفصاليين تسليم أسلحتهم واتفاق لوقف إطلاق النار. من جهتهم، تحدث الانفصاليون الأرمن عن 213 قتيلًا في صفوفهم. وترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للهجوم إلى أكثر من 400 قتيل.
من جانبها طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأربعاء أذربيجان بالسماح لمراقبين دوليين بدخول منطقة ناغورني كاراباخ. وقالت بيربوك "قررتُ زيادة مساعداتنا الإنسانية بشكل كبير مرة أخرى ورفع تمويلنا الإضافي للجنة الدولية للصليب الأحمر من مليونين إلى خمسة ملايين يورو.
ح.ز/ ع.ج (د.ب.أ / رويترز)