عشرات القتلى في الغوطة الشرقية والنظام يعد لهجوم جديد
١٩ فبراير ٢٠١٨قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاثنين (19 شباط/فبراير 2018) إن زيادة في هجمات الحكومة السورية وحلفائها أدت إلى مقتل 80 شخصا في منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة قرب دمشق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال المرصد إن الضربات الجوية وإطلاق الصواريخ وقصف مناطق بالجيب المحاصر أدت أيضا إلى إصابة 325 شخصا. وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن التصعيد بدأ مساء أمس الأحد في الغوطة الشرقية آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب دمشق.
واكتظت مستشفيات الغوطة الشرقية بالمصابين وبينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية جراء الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013. واكتظ مستشفى في مدينة دوما بالمصابين القادمين من مدن وبلدات عدة. وشوهد طفلان يجلسان على أحد أسرة المستشفى، الأول لف وجهه وعيناه بضمادات بيضاء اللون، والثاني لف جبينه بقطعة قماش. وانهمك عدد من الممرضين في علاج طفل كان يصرخ من شدة الوجع، ولم يكن بالإمكان رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء عليه. وفي مشرحة المستشفى، شاهد مراسل فرانس برس 11 جثة ممددة على الأرض وقد لفت بأقمشة سوداء اللون.
ولم يرد تعليق من الجيش السوري. وقالت حكومة دمشق إنها تستهدف المسلحين فحسب. وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن جماعات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية أطلقت قذائف مورتر على مناطق خاضعة للحكومة في دمشق مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة ثمانية أشخاص آخرين. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن قوات الجيش وقوات حليفة لها هاجمت أهدافا للمسلحين ردا على ذلك.
من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس الاثنين في بيان إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق "يجب أن يتوقف حالاً" في وقت "يخرج الوضع الانساني عن السيطرة".
وقال الدفاع المدني، وهو هيئة إنقاذ في مناطق المعارضة تعرف باسم الخوذ البيضاء، في الغوطة الشرقية إن ضربات جوية كثيفة ومدفعية قصفت سقبا وجسرين وحمورية وبلدات أخرى هناك اليوم الاثنين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام" بعدما استكملت تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة.
وتترافق هذه الاستعدادات مع مفاوضات "بين قوات النظام والفصائل المعارضة" الهدف منها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة، وفق عبد الرحمن الذي اعتبر أن بدء الهجوم مرتبط بفشل هذه المفاوضات. ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها. لكن "جيش الإسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات حالياً مع النظام. وقال مدير مكتبه السياسي ياسر دلوان لفرانس برس "إذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية". وشارك "جيش الإسلام" في المفاوضات برعاية روسية وإيرانية وتركية التي جرت في أستانة مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق "خفض توتر" في سوريا، بينها الغوطة.
قمة ثلاثية جديدة
على صعيد آخر، قالت وكالة الإعلام الروسية اليوم الاثنين إن الاستعدادات جارية لاستضافة تركيا لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني في أبريل نيسان. ونقلت الوكالة النبأ عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين.
وكانت وكالة تاس الروسية للأنباء ذكرت في وقت سابق اليوم الاثنين نقلا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية البلدان الثلاثة في قازاخستان خلال أسبوعين للإعداد لقمة في اسطنبول بشأن سوريا.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)