علاقة غوته بالدوقة آنا آماليا - أسطورة أم حقيقة مخفية؟
٣٠ يوليو ٢٠٠٨نفى أساتذة في الأدب الألماني بشكل قاطع الأسبوع الماضي مزاعم ذهبت إلى وجود علاقة حب سرية ربطت بين الدوقة الأرملة آنا آماليا وأديب ألمانيا الأشهر يوهان فولفغانغ فون غوته (1749- 1832). ونشرت هذه المزاعم في كتاب عام 2003 للمحقق الأدبي الألماني ذي الأصول الإيطالية إيتور جهيبلينو، الذي يعيش في مدينة فايمار، حيث كان يعيش الأديب الألماني غوته. ويقول جهيبلينو إن علاقة غرامية طويلة وعنيفة ربطت بين غوته والدوقة آنا آماليا (1739-1807)، التي كانت تكبره بعشر سنوات والتي كانت هي الحاكمة السابقة لولاية ساكس فايمر الألمانية الصغيرة. لكن المؤسسة الأكاديمية في ألمانيا ترفض بشدة ما جاء في كتاب "غوته وآنا آماليا - حب محرم".
علاقة أفلاطونية أم أسطورة؟
ويدرس الطلاب الألمان بعضا من شعر غوته في المدارس، كما يتعلمون أن غوته كانت تربطه علاقة عاطفية أفلاطونية طويلة مع شارلوته فون شتاين (1742- 1827) وهي زوجة أحد المسؤولين الكبار في فايمار. لكن جهيبلينو يصر على أن الحب بين غوته وشارلوته لم يكن سوى ستارا لعلاقة حب متقدة جمعته بآنا آماليا، الأرملة المحبة للشعر، والتي عينته ليكون أمينا لمكتبة شهيرة جذبت إليها الانتباه في الآونة الأخيرة بعدما لحقت بها أضرار كبيرة بسبب حريق عام 2004. وكان غوته قد تناول في أعماله قضية الحب المحرم، وحقق شهرته الأوروبية من خلال قصة قصيرة حول علاقة حب متهورة بعنوان "آلام الشاب فيرتر".
لكن مؤسسة الكلاسيكية في فايمار ردت على مزاعم جهيبلينو بوصف العلاقة بين غوته وآنا آماليا بأنها "أسطورة" تتنافى مع الحقائق التاريخية. وأعلنت المؤسسة التي تحرس تراث أعظم أدباء ألمانيا أن "الاتجاه الذي يسلكه (جهيبلينو) وربطه بين السيرة الذاتية للأديب وأعماله الأدبية بجانب الاستخدام السطحي والانتقائي للمصادر لا يجعل أي أستاذ أدب جاد يصدق هذا الأمر". وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن هايكه شبيس -من متحف غوته في مدينة دوسلدورف الألمانية- قولها إن جهيبلينو قدم أنصاف الحقائق واستخدم دلائل أدبية بطريقة منعزلة وخارج سياقها لدعم مزاعمه. يُذكر أن وجهيبلينو ليس بأستاذ في الأدب لكنه محامي وهو يسعى حاليا إلى الوصول إلى دلائل وثائقية جديدة يقول إنها تدعم مزاعمه. وحصل جهيبلينو على درجة الدكتوراه من جامعة بايرويت الألمانية ودرجة الماجستير في التاريخ من جامعة أوكسفورد البريطانية.
رسائل إلى "ملك السماء"
وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية الأسبوع الماضي أن جهيبلينو يدافع بشدة عما توصل إليه، وأن أنصار جهيبلينو أسسوا ما يعرف بجمعية آنا آماليا وغوته، وأنهم عقدوا مؤتمرا للاستماع إلى أقوال حول مزاعم أن رئيسة غوته في العمل كانت حبيبته أيضا. ويقدم جهيبلينو دليلا مفصلا على وجود علاقة حب جمعت بين الاثنين، لكن لا يوجد دليل على وجود اتصال جنسي بينهما. وسيقضي محبو غوته أوقاتهم في تخمين اسم المرأة التي كتب إليها صاحب "آلام الشاب فيرتر" و"فاوست" المئات من رسائل الحب الملتهبة بين عامي 1776 و1789 مطلقاً عليها ألقاب مثل "ملكة السماء" و"الفريدة بين النساء".
وتقول المؤسسة الألمانية إن آنا آماليا، التي حكمت فايمار حتى بلغ ابنها كارل أوغوست السن القانوني لتولي الحكم، كانت سيئة الطباع، لذا فهي لم تكن لتجذب غوته من الناحية الرومانسية. إلا أن جهيبلينو يقول إن آنا آماليا كانت توأم روح غوته لكنها أخفت الأمر لأنها كانت تعلم أن إعلان علاقتهما سيؤدي إلى تقويض مؤسستها السياسية. ويضيف أن أدباء في هذا العصر اشتبهوا بوجود علاقة عاطفية بين الاثنين وأشاروا إلى الأمر في خطاباتهم.