archäologen entdecken altes Olympiastadion in Griechenland
٢١ يوليو ٢٠٠٨توصل فريق من العلماء الألمان باستخدام أحدث تكنولوجيات المغناطيسية الأرضية للبحث عن أبنية مدفونة تحت سطح التربة لموقع مضمار سباق قديم للعربات الخفيفة في اولمبيا باليونان طمرها الطمي قرونا. والمضمار على شكل ساحة بيضاوية هائلة شيدت على غرار سيرك ماكسيموس في روما، حيث كانت تقام فيها سباقات العربات الحربية الخفيفة التي تجرها الخيول وهي السباقات التي اشتهر فيها الإمبراطور نيرون الذي كان يفوز في كل مشاركة له تعقد في أوليمبيا.
ولم تبق لمضمار السباق أثار إلى اليوم ، لكن العلماء بذلوا جهودا لإعادة بناء الحلبة عن طريق الأوصاف التي خلفتها نصوص قديمة، بما فيها كتابات عالم قديم يدعى بوسانياس. والآن وللمرة الأولى تم تحديد الموقع بصورة نهائية على يد فريق بحثي شارك فيه بروفيسور نوربرت مويلر، المؤرخ الرياضي من جامعة ماينز، وكذلك الدكتور كريستيان فيكر عالم الآثار الرياضية من جامعة كولونيا، والدكتور راينارد سينف رئيس فريق الحفر بالمعهد الألماني للآثار. وقال مويلر "هذا الاكتشاف له دلالة كبيرة في مجال الآثار" فقد استغرق المشروع البحثي عدة أسابيع قبل أن يتم الانتهاء منه في منتصف أيار/ مايو الماضي.
اكتشاف المضمار بفضل التقنيات المغناطيسية
وقبل الاكتشاف، لم يكن المضمار معروفا سوى من مصادر مكتوبة. وأخفق علماء الآثار في العثور على الموقع الحقيقي للمضمار وهذا مما يثير الدهشة. فقد كان علماء الآثار الألمان يبحثون باستمرار عن الموقع في المكان الذي كانت تقام فيه دورة الألعاب الاولمبية القديمة منذ عام 1875. ومنذ ذلك الحين، شارك علماء الآثار والمؤرخون الرياضيون من أنحاء العالم في محاولة لحل هذه اللغز. وتقع المنطقة التي وصفها بوسانياس إلى الشرق من حرم اولمبيا وقد غمرتها مياه نهر ألفيوس منذ العصور القديمة ، حيث غطاها الطمي. وتذكر الرسوم والأوصاف الحديثة في بساطة أنه "لم يبق شيء من المضمار بسبب الفيضانات التي وقعت في العصور الوسطى". وقد صب ذلك في صالح الباحثين الألمان كعامل تحفيزي إضافي حيث استخدموا الأساليب الجيوفيزيائية الحديثة للبحث في المنطقة بصورة منظمة للمرة الأولى.
وتمكن الخبراء أرمين جروبرت من ماينز وكريستيان هويبنر من فرايبورج ، وهما متخصصان في مجال استخدام تقنيات المغناطيسية الأرضية والرادار الأرضي من رسم خريطة لاضطرابات التربة، مثل المجاري المائية، والخنادق، والجدران. وقد اكتشفوا هياكل واضحة مستقيمة المعالم تمتد بطول ما يقرب من 1200 متر. ويعتقد الباحثون أن تكون هذه هي ساحة المضمار، التي تمتد متوازية مع الإستاد. كما تم اكتشاف بقايا هيكلية حددت بأنها معبد ديميتر، المعروف بأنه كان يقع بالقرب من المضمار، في الجزء الشمالي من المنطقة التي تم البحث فيها ربيع 2007.
الاقتراب من حل كبرى الألغاز الأخيرة لاولمبيا
يشار إلى أن المنطقة الواقعة إلي الشرق من حرم أولمبيا لم تكن موضوع أبحاث أثرية من قبل، برغم أن المصادر القديمة المكتوبة أظهرت أن هذا الموقع لا بد أنه كان موقعا لأكبر هيكل تم أقامته لاستضافة الأحداث هناك. ووفقا لما جاء في كتابات بوسانياس، فإن المضمار يقع إلى الجنوب من الإستاد الذي تم اكتشافه وإعادة بنائه، والذي لابد أن يكون الآن على مسافة عدة أمتار تحت المستوى الحالي.
ولا يقع إلا هنا، في المنطقة بين التلال المجاورة وهنا فقط بين التلال الواقعة على جانب الطريق المؤدية إلى أركاديا في الشمال وقاع نهر ألفويس في الجنوب، تناسب طبوغرافيا المكان استضافة السباقات في مسافة تتعدى الكيلومتر. وبطبيعة الحال تغيرت الطبيعة في هذه المنطقة، حيث من المستحيل إعادة بنائها على ما كانت عليه العصور القديمة. وقال مويلر في هذا الإطار : "دون حاجة إلى أعمال حفر، وفرت لنا تقنيات المغناطيسية الأرضية الحديثة أولى المؤشرات الواضحة لموقع المضمار شرق حرم أولمبيا". وأضاف "يعني هذا أن الأبحاث الأثرية والمتعلقة بالتاريخ الرياضي اقتربت قليلا من حل واحدة من كبرى الألغاز الأخيرة لاولمبيا" .