علماء ألمان يوظفون تقنية الذكاء الاصطناعي في عملية التعلم عند الأطفال
١٩ يوليو ٢٠٠٧تعود الأطفال والشبيبة على التعامل مع الألعاب الالكترونية، لدرجة تجعلهم يدركون بعد فترة قصيرة كيف يتغلبون على الآلة التي تكرر خططها وتكتيكاتها في اللعب، وهو ما يجعلهم يملون من اللعب سريعاً. ومن ناحية أخرى ما تزال الصور المعروضة على شاشة الكمبيوتر غير واقعية وهو ما يفقد اللاعب متعته أحياناً. لكن شركات الكمبيوتر بالتعاون مع مراكز الأبحاث في ألمانيا تسعى إلى جعل الألعاب أكثر جاذبية وأكثر واقعية اعتماداً على تقنية تتبع الأشعة أو Ray Tracing. وهذه التقنية تعتمد على حساب انعكاسات أشعة الضوء على الأشياء لتحويلها إلى خطوط تنطلق من نقطة تخيلية تمثل عين المشاهد، وبالتالي التمكن من رسمها بشكل ثلاثي الأبعاد وقريب من الواقعية.
هذه التقنية كانت تستخدم بالفعل في المجال الصناعي لتصميم السيارات والطائرات كما أكدت فريدريكه ماير تسو تيتنجدورف، المتحدثة عن مركز أبحاث الكمبيوتر بجامعة سارلاند، وأضافت في حديث لموقعنا: "رؤيتنا المستقبلية أن نتمكن من دمج هذه التقنية في المستقبل في أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حتى يمكن استخدامها في ألعاب الكمبيوتر لتصبح بالفعل مثلها مثل الأفلام الواقعية". منذ عدة سنوات كان تطبيق هذه التقنية على الحاسب الآلي الشخصي مستحيل، إذ كان يحتاج إلى تقنيات متطورة، لكن مع تطور الحواسب الشخصية أصبح الأمر اليوم مجرد مسألة وقت، كما تؤكد تسو تيتنجدورف.
ألعاب تفهم لغة الأطفال التلقائية وتتجاوب معها
إلى جانب هذه التقنيات التي تعمل على جعل صور الكمبيوتر أكثر واقعية، هناك أيضاً أبحاث تعتمد على تنمية الذكاء الاصطناعي للألعاب، لتصبح أكثر تفاعلاً مع الطفل. لذلك فقد ابتكر علماء اللغة المتخصصين في جامعة سارلاند نظاماًَ آلياً للتحدث، يمكن وضعه في أجهزة الروبوت. وعن هذا النظام تقول تسو تييتنجدورف: "يتميز هذا النظام بأنه يتحدث ويفهم اللغة العادية التي يتكلمها الطفل تلقائياً دون الاحتياج إلى أوامر أو مصطلحات خاصة. وهو نظام سهل الاستخدام حتى من قبل التلاميذ أو المدرسين في المدارس".
ومن الأمثلة على هذه الألعاب الروبوت ليندا، وهي عروس ذكية مصنوعة من لعبة الليجو، تستطيع أن تسأل الأطفال وتستمع إلى إجاباتهم وتعلق عليها، فتصبح بالتالي لعبة وأداة تعليمية في الوقت نفسه.
الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم
هذا الذكاء الاصطناعي يجعل الآلة تتفاعل مع الطفل، ليس فقط على مستوى التفاعل اللغوي والدردشة، ولكن أيضاً على المستوى التعليمي. فعن طريق تحليل طريقة لعب الطفل أو طريقة استذكاره لدروسه يمكن أن تصبح مادة تشكل عائقاً أمام الكثيرين، مثل مادة الرياضيات، أكثر سهولة.
هذا ما أوضحه مارتن هوميك الطالب بجامعة سارلاند وبالمركز الألماني للذكاء الاصطناعي في حديث لموقعنا قائلاً: "صممنا نظاما مخصصا لتعلم الرياضيات دون معلم. ويتميز هذا النظام بقدرته على التأقلم تلقائياً مع مستوى الطالب، وتقديم الأسئلة أو التدريبات المرتبطة باحتياجاته الشخصية". يتعرف النظام في البداية على عمر الطالب ومستواه الدراسي وما يحتاج إليه من تطبيقات وتدريبات، كما يراقبه أيضاً أثناء حل التمرينات ليعرف نقاط ضعفه. كما يحلل النظام بعد ذلك كل هذه المعطيات ويتفاعل على هذا الأساس، فيضع الأسئلة التي تعالج نقاط ضعف الطالب، أو يعود فيشرح له درساً ما إن وجده يكرر أخطاءه بطريقة تدل على أنه لا يستوعب الدرس.