عودة "الابن الضال" .. هكذا استقبل جمهور دورتموند غوتسه
٢٤ سبتمبر ٢٠١٦نجح بوروسيا دورتموند في مواصلة تألقه وفاز على فرايبورغ مساء الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول) بنتيجة 3-1 في الجولة الخامسة من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). وكانت تلك المباراة في منتهى الصعوبة بالنسبة لدورتموند حيث إن فرايبورغ أبدى مقاومة كبيرة قبل أن يحسم دورتموند النتيجة.
ورغم أن صعوبة المباراة كانت تمس جميع لاعبي دورتموند، إلا أن لاعبا واحدا كان معنيا بالأمر أكثر من غيره. إنه ماريو غوتسه، الذي شارك لأول مرة على ملعب دورتموند "سيغنال إدونا بارك" منذ عودته لفريقه الأصلي هذا الصيف، بعد ثلاثة أعوام قضاها لدى الغريم التقليدي بايرن ميونيخ.
آخر مباراة خاضها غوتسه مع دورتموند في هذا الملعب كانت في أبريل/ نيسان 2013 عندما فاز الفريق على ريال مدريد 4-1، في مباراة توصف الآن "بالأسطورية". وبعد مرحلة بايرن وعودته الآن توعدت مجموعات الألتراس بدورتموند مثل مجموعة "ذا يونيتي" بتحويل مباراة فرايبورغ إلى "حفلة صفير" ضد غوتسه، الذي أغضب عددا كبيرا منهم بسبب ذهابه إلى بايرن ميونيخ. وكان اللاعب قد ذهب إلى الملعب بعد ظهر الجمعة بمشاعر مختلطة وتحدث عن ذلك بعد انتهائها قائلا: "لقد فكرت في الأمر طبعا مقدما ولم أكن أعرف ماذا ينتظرني"، حسب ما نقل موقع نادي دورتموند على الانترنت.
ورغم أنه انطلقت فعلا صافرات استهجان ضد غوتسه إلا أنها لم تكن بتلك القوة المنتظرة. وبحسب ما ذكر موقع "يورشبورت" بالألمانية فإن الصافرات بدأت تُسمع بأعلى ما يمكن خلال تدريبات الإحماء قبل المباراة بأربعين دقيقة حيث كان مستوى الضوضاء في الملعب منخفضا عموما، "وعندما أعلن نوربرت ديكل (مذيع الملعب) باسمه في تشكيلة الفريق خمدت الصافرات كلية. وأثناء المباراة لم يكن للاستياء أي وجود يُشْعَر به." وبعد المباراة اتضح أن المخاوف من مضايقة الجمهور لغوتسه مسألة لم تكن لها ما يبررها.
ظروف مواتية أسكتت الغضب
قامت إدارة دورتموند قبل المباراة بحركة ذكية حيث وضعت على صفحة العنوان لمجلة استاد دورتموند صورة ضخمة لغوتسه وكان له في المجلة أربع صفحات تحكي قصة بهيجة لمسقط رأسه واحترافيته وروح الفريق لدى دورتموند، التي تقارن بالترابط الأسطوري، الذي كان يتمتع به منتخب ألمانيا، الفائز بكأس العالم 1954. كما تضمنت الصفحات أيضا صورة لغوتسه مع طفل صغير وصورة "سيلفي" مع صبي يجلس على كرسي متحرك، حسب ما كتب موقع "كرايس تسايتونغ"
وبالنسبة للأداء الرياضي في مباراة فرايبورغ فقد أظهر غوتسه أن مستواه في تحسن ومرر الكرة التي أحرز منها عثمان ديمبلي الهدف الأول لدورتموند. وعندما تم استبداله في الدقيقة 70 رفع غوتسه أصبع الإبهام تحية شكر لآلاف الجماهير في المقصورة الجنوبية، التي كان يجلس في وسطها العشرات، الذين كانوا يحاولون ترديد أهازيج مسيئة ضد غوتسه لكنهم كانوا يواجهون صافرات استهجان من قبل الأغلبية، التي ردت على تحية غوتسه بتصفيق حار. وبذلك عاد غوتسه إلى جماهيره وقال بعد المباراة "رد فعل الجماهير كان رائعا كانت لحظة مليئة بالعاطفة." وتابع اللاعب صاحب الأعوام الأربعة والعشرين "أنا مرتاح جدا وسعيد جدا بالنقاط الثلاثة، والانتصار والتصفيق عند استبدالي." أما المدرب توماس توخل فقال: "نحن سعدا جدا بعودته ببطء إلى مستواه الكبير والآن حان الوقت ليجازي نفسه بتسجيل هدف".
بإمكان غوتسه أن يسجل هدفا في المباراة القادمة تلبية لأمنية مدربه، لكنها لن تكون مباراة سهلة، حيث سيلتقي دورتموند الثلاثاء القادم مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. فهل ستكون مباراة أسطورية مثل مباراة 2013؟