عودة جديدة لأكبر معرض كتاب في العالم
يعود معرض الكتاب الدولي للكتاب في فرانكفورت بعد غياب بسبب جائحة كورونا، ولكن ضمن قواعد محددة. ويأمل الزوار أن تكون هناك فرصة جديدة للقاء كتابهم المفضلين.
من جديد
افتتح أكبر معرض للكتاب في العالم مرة أخرى في مدينة فرانكفورت الألمانية، بعد أن اقتصر عام 2020 على وجوده افتراضياً بسبب جائحة كورونا. وكان قد توافد عليه أكثر من 300 ألف زائر عام 2019، وشاركت فيه 7450 منصة عرض من 104 بلدان.
إجراءات وقاية
يستقبل المعرض هذا العام 25 ألف زائر يومياً، ويمكن شراء التذاكر عبر الإنترنت فقط؛ من أجل تتبع المخالطين، مع ضرورة الحصول على تطعيم واختبار سلبي وارتداء الكمامات. وتم تقليل أعداد المشاركين لتسمح القاعة بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بشكل مناسب. كما سيكون المعرض هجيناً ما بين أرض الواقع والعالم الرقمي، إذ ستتم القراءات عبر الفيديو بشكل رقمي وأخرى من داخل المعرض.
ضيفة الشرف
من المتوقع أن تشارك هذا العام 60 دولة، من بينها ضيفة الشرف كندا، التي حصلت على الدعوة عام 2019، وتسلمتها بالنيابة عن الدولة الكاتبة الكندية المعروفة مارغريت آتوود، صاحبة رواية "حكاية خادمة". ويأمل زوار المعرض أن تزور آتوود المعرض مرة أخرى هذا العام.
بداية جديدة في فرانكفورت
مر 72 عاماً على أول معرض للكتاب في فرانكفورت، إذ منحت كراسي قابلة للطي ورفوف مصفوفة مؤقتة من الكتب الزوار في سبتمبر 1949 نظرة عن سوق الكتاب في ألمانيا. التطلع نحو ثقافة وأدب من بلدان أخرى غير خاضعة للرقابة كان كبيراً. والتقسيم بين الشرق والغرب أدى إلى تأسيس معرض للكتاب في فرانكفورت (ألمانيا الغربية) وآخر في لايبزيغ (ألمانيا الشرقية).
التعطش للأدب
بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية بفترة وجيزة، تم تنظيم معرض الكتاب في فرانكفورت من قبل نادي الكتاب وتجار كتب ملتزمين. ومن الثامن عشر إلى الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1949، كان بإمكان ناشرين وبائعي الكتب وكتاب ومهتمين مشاهدة ما يعرضه 205 عارضاً وتكوين شبكة اتصالات. قدم 14 ألف زائر إلى كنيسة باولوس بفرانكفورت، حيث تم عرض 8500 كتاب.
الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى
توسعت مساحة معرض الكتاب بشكل كبير، بحيث كانت دور نشر أكثر من الخارج ترغب في عرض كتبها. في عام 1951 تم الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى. هذا واستفادت تجارة الكتب في ألمانيا من منح جائزة السلام لدور النشر الألمانية التي تجتذب جمهوراً دولياً. وفي عام 1953 وللمرة الأولى، كان عدد دور النشر الأجنبية أكثر من دور النشر الألمانية في المعرض.
حمى كرة القدم
الغرض من تأسيس معرض فرانكفورت للكتاب كان سياسياً بامتياز، إذ كان الهدف هو تقديم ألمانيا الجديدة بعد الحقبة النازية، وهجرة الكثير من الناشرين والكتاب إلى الخارج، كأمة محبة للقافة أمام العالم. وبعد فوز المنتخب الألماني بكأس العالم لكرة القدم عام 1954، اجتاحت حمى كرة القدم المعرض أيضاً. في الصورة موظفو دار نشر "بوردا" يرتدون ملابس رياضية.
موعد الخريف التقليدي
تحول موعد المعرض في أكتوبر/ تشرين الأول بسرعة في فرانكفورت إلى تقليد. أما معرض الكتاب في لايبزيغ فكان في المقابل يبدأ في الربيع حتى يتمكن الناشرون وتجار الكتب ورجال الأدب وكذلك الكتاب من الالتقاء في كلا الموعدين. كثير من المهاجرين ـ ناشرين وأدباء ـ وطئت أقدامهم ألمانيا مجدداً لحضور معرض الكتاب. في عام 1957 عرضت 1300 من دور النشر إصداراتها الجديدة.
مركز تجارة التراخيص
الإصدارات الجديدة لدور النشر الألمانية كانت أيضاً مرآة لجمهورية ألمانيا الفتية. فمعرض فرانكفورت لم يكن مكاناً لعرض الأدب الرفيع والكتب المصورة القيمة فقط، بل ابتداءً من منتصف الستينيات، أضيفت إليه كتب نصائح شعبية وكتب جيب رخيصة. آنذاك تحولت فرانكفورت إلى مركز حيوي للتراخيص الدولية والكتاب إلى بضاعة.
ثوار الأدب
سنوات الاحتجاجات الطلابية في جمهورية ألمانيا الاتحادية تركت أيضاً بصماتها على معرض الكتاب. ففي عام 1968 دخل المعرض في فرانكفورت سجل التاريخ "كمعرض الشرطة". فقد أغلق عناصر الشرطة مدخل المعرض، حيث عبر متظاهرون عن غضبهم من منح جائزة السلام للرئيس السنغالي سنغور. وحتى الاحتجاجات ضد دور النشر اليمينية أربكت حركة المعرض.
فضائح الأدب
في كل مرة، تسببت فضائح حول إصدارات كتب مثيرة سياسياً صدى إعلامياً واسعاً، كما حصل في 1989 مع "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي. وحتى حظر القصة الغرامية Esra لماكسيم بيلر، الذي استولى بعد مفاوضات شاقة على محبوبته السابقة، أوقدت حتى 2008 الخواطر.
الفائز بجائزة نوبل للأدب بيتر هاندكه
وحتى كتب بيتر هاندكه، الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019 ستثير بالتأكيد نقاشات خلافية هذا العام في المعرض. وقد حقق الاختراق الأول في 1966 بقطعته المسرحية "شتم الجمهور" التي يتعرض فيها الممثلون بالشتم في وجه الجمهور. كما أن موقفه المساند للصرب في حرب البلقان وكتابه " إنصاف صربيا" يثيران الجدل.
محور البلدان المضيفة
بواسطة "محور البلدان"، الذي يعتني بالبلد المضيف، يمنح المعرض لبلدان منتقاة منذ 1988 فرصة تقديم عطائها الأدبي. إيطاليا كانت البلد المضيف الأول.
تنوع الكتب للجميع
نموذج معرض فرانكفورت للكتاب بمنح البلدان المضيفة المجال وتحويل الاهتمام العام إلى أدبها الوطني أصبح تقليداً في العالم. فتجارة حقوق الترجمة هي اليوم مكون محوري في معرض الكتاب. أكثر من 390 ألف كتاب وكتب مسموعة وأخرى إلكترونية ومنتجات رقمية يتم عرضها في فرانكفورت. إعداد: هايكه موند وغابي رويشر/ م.أ.م