فراق العائلة ألمٌ يعيشه اللاجئون في انتظار لم الشمل
٧ أكتوبر ٢٠١٧فراق العائلة ألمٌ يعيشه اللاجئون في انتظار لم الشمل
الطريق إلى لم الشمل بالنسبة للاجئين قد يكون طويلاً ومرهقاً. والعقبات والقيود البيروقراطية التي يواجهها كثيرون في ألمانيا من شأنها أن تقلل من فرصهم في الاندماج والتواصل مع محيطهم الجديد، وذلك بسبب بعدهم عن أقرب أفراد أسرهم.
أكد عوض لعائلته التي ودعها قبل 3 سنوات أن اللقاء سيتجدد بعد أشهر قليلة فقط. كان ذلك في وقت متأخر من صيف عام 2015 ، بعد أن خسرت الأسرة منزلها واضطر عوض (44 عاما) وأب لأربعة أطفال، لخوض رحلة خطيرة من سوريا إلى ألمانيا على أمل أن يتمكن من إحضار عائلته عند وصوله الأرض الجديدة.
مضى عامان على رحيل عوض، الذي يعيش الآن في برلين، ولم ير منذ ذلك الحين زوجته وأطفاله. كانت طفلته الصغيرة حينها تبلغ شهرين من العمر، والآن بإمكانها المشي والتحدث. ويقول عوض :"إنها لا تعرف والدها إلا من صورة على الهاتف المحمول". يتحدث عوض مع عائلته عبر الهاتف كل يوم، لكنه لا يفضل تشغيل الكاميرا كثيراً: "أفضل التحدث صوتياً فقط.. رؤية وجوههم تؤلمني". ولا يقل الفراق صعوبة على عائلته أيضاً، إذ يتهمه ابنه الصغير بالكذب، ولا يرغب بالتحدث إلى والده، فمن الصعب على عوض أن يشرح لصغيره عدم تمكنه من تنفيذ وعده بلقائهم في وقت قريب، كما يصعب عليه فهم التعقيدات التي تؤخر لم الشمل كتحديد موعد لدى السفارة الذي قد يستغرق حوالي السنة أو أكثر!
فراق العائلة لوقت طويل
ابتعاد أفراد الأسرة عن بعضهم، واقع مؤلم لآلاف اللاجئين في ألمانيا. والكثيرون، مثل عوض، الذين يسعون إلى لم الشمل مع عائلاتهم، يواجهون تعقيدات بيروقراطية لم يتوقعوها، وغير قادرين على فعل أي شيء.
والوضع أسوأ بالنسبة للذين منحوا حق (الحماية الثانوية) عوضاً عن وضع اللاجئ الكامل، بسبب تغيير السياسة وتعليق لم الشمل. غير أن وزير الداخلية توماس دي ميريز، قد أعلن إمكانية التعديل لاحقاً.
ومن جهة أخرى واجه هذا التعليق انتقادات واسعة. إذ دعت منظمة "برو أزويل" المدافعة عن اللاجئين ومنظمة العفو الدولية، الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي مشترك عقد في برلين، إلى إعادة الحق فى لم شمل الأسر لمن حصلوا على الحماية الثانوية، مشيرة إلى أن التعليق يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.
كما أضافت منظمة العفو الدولية في ألمانيا وبرو أزويل أن لم شمل الأسر هو أحد الطرق القانونية والآمنة للهجرة، التي يتوجب على الحكومة الألمانية ودول الاتحاد الأوروبي دعمها عوضاً عن تقييدها.
وقد سجل في نهاية شهر أيار/ مايو من هذا العام، نحو 70 ألف طلب استئناف لدى المحاكم الألمانية ضد قرارات منح حالة الحماية المؤقتة، ومعظم هذه الطلبات مقدمة من سوريين. إذ أن 42 في المئة من السوريين الذين قدموا طلبات لجوء في ألمانيا عام 2016، حصلوا على حماية مؤقتة عوضاً عن حق اللجوء الكامل.
عائق أمام الاندماج
في مركز دعم اللاجئين (BBZ) في برلين، ترى المستشارة دوروثيا ليندنبرغ أن هناك تأثيرا مباشرا للسياسات المتأرجحة على الأسر، إذ أن "بعض الناس، ومن بينهم أطفال متواجدون هنا بمفردهم، يتعرضون لضغوط كبيرة من عائلاتهم في الوطن". وتضيف ليندنبرغ "ينتظرون سنوات لم شمل الأسرة، إلا أنهم لا يستطيعون تغيير أي شيء. و عندما يفوق الانتظار القدرة على التحمل، تُقطع الاتصالات فيما بينهم. مما يدمرالأسرة ".
بالنسبة لعوض الذي يشعر بنفسه مممزقا بين دمشق وبرلين بعد سنتين من مغادرته الوطن، فإن جرح الفراق بات عميقاً، ويقول "أشتاق إلى الكثير من الذكريات واللحظات.. لا يسهل الحديث عنها"، ويتابع "أبكي كل يوم". ينظر أطفال عوض إلى ألمانيا على أنها "أرض الأحلام"، التي أصبحت بالنسبة إليه سجنا يفصله عن صغاره ويدفع ثمنه غالياً. ويقول "لو كنت أعلم أنني سأنتظر كل هذا الوقت لاجتمع بعائلتي، لما سافرت".
هولي يونغ/ ر. ض
المصدر: مهاجر نيوز