فريق أوغسبورغ النجم الجديد في سماء البوندسليغا
١٠ ديسمبر ٢٠١٤عندما صعد فريق أوغسبورغ الألماني لكرة القدم لأول مرة في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى-بوندسليغا في موسم 2010/2011، كان الجميع، على الأقل في أوغسبورغ المدينة، يراهن على أن الفريق لن يصمد أكثر من موسمين أو ثلاثة، فلا "يعقل" أن يبقى هذا الفريق "القزم" الذي تقدر قيمته الكاملة بـ43 مليون دولار فقط، بين صفوف الكبار، وعلى رأسهم بايرن ميونيخ ودورتموند وفولفسبورغ. لكن، مسيرته في نهاية المطاف ومنذ ذلك الحين أطاحت بكل تلك الرهانات، محتلا المركز الثالث برصيد 23 نقطة خلف بايرن ميونيخ المكتسح وفولسبورغ الثاني في ختام المرحلة الرابعة عشر من بوندسليغا. ويأتي ذلك بعد أن فاز على مضيفه كولونيا بهدفين مقابل هدف يتيم السبت الماضي (السادس من ديسمبر/كانون الأول 2014).
البقاء في دوري الدرجة الأولى فقط!
المركز الثالث وإن حافظ عليه، يعني عمليا أن أوغسبورغ بات قادرا على المنافسة في دوري أبطال أوروبا، كما أن له بطاقة التأهل مباشرة للمشاركة في مسابقة أوروبا ليغ، ورغم ذلك يرفض المدرب ماركوس فاينسيرل الحديث عن تشامبيونزليغ، مشددا أن هدفه هو ضمان "البقاء" في دوري الدرجة الأولى فقط!، وفي حوار أجراه مع "شبورت 1" الألماني عقب مباراة فريقه مع كولونيا، لم يخرج رد المدرب عن إطار المزاج العام السائد في أوغسبورغ والذي يحمل صبغة "الحماسة العقلانية" كما صاغ ذلك لاعب خط الوسط توبياس فيرنر عقب مباراة السبت، مضيفا لقناة سكاي الرياضية الخاصة، أنه "علينا أن نبقى واقعيين ونحلم بصمت".
في حقيقة الأمر لا يجادل اثنان على أن أوغسبورغ، إذا حافظ على مستوى أدائه، لن يواجه أية صعوبات للبقاء في صفوف البوندسليغا، وهو يواصل انجازات الموسم الماضي الذي اقترب فيه أيضا من المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا وجمع 24 نقطة في موسم الذهاب و28 أخرى من الإياب، منهيا الموسم في المركز الثامن.
فاينسيرل ورويتر سر نجاح أوغسبورغ
سر نجاح أوغسبورغ، يربطه الكثيرون بالثنائي ماركوس فاينسيرل المدرب وشتيفان رويتر مدير الكرة. فاينسيرل استطاع منذ أن جاء إلى أوغسبورغ تكوين منظومة متكاملة تعتمد على كتيبة أسماء متواضعة تجمع بين الخبرة والموهبة، لكنها تلعب بنجاعة وصمت. ورغم ذلك حذر مدير الكرة رويتر من اللعب في المسابقات الأوروبية، موضحا لبرنامج "دوبلباس" الذي يعرض على قناة "شبورت 1"، أنه في حال تأهل فولفسبورغ إلى أحد المسابقات الأوروبية، فإننا "سنواجه مشاكل جديدة وسنقف أمام تحديات جمة"، مضيفا "سيتغير إيقاعنا وسيزيد الضغط، في حين أن التشكيلة غير مؤهلة لهكذا تحدي". وأكد مدير الكرة بطل العالم في مونديال 1990 مع المنتخب الألماني أن المركز الثالث ما هو "إلا مؤقت".
بيد أن تشكيلة فاينسيرل لا ينقصها الخبرة على المستوى الأوروبي، إذ تتوفر على عشرة لاعبين على الأقل لهم رصيد أوروبي ولعبوا في فرق عريقة، وعلى رأسهم على سبيل المثال المخضرم التركي خليل ألتينتوب الذي لعب مع شالكه وكايزسلاوترن، وماروين هيتس (فولفسبورغ)، وراغنار كلافان (ألكمار) وغيرهم. في المقابل، يستعد أوغسبورغ لخوض تحدٍ ثقيل حين سيواجه السبت القادم الجار بايرن ميونيخ، ورغم أن رويتر معروف بتواضعه الشديد، إلا أنه لم يذخر عبارات الوعيد باتجاه غوارديولا ورجاله.
موقعة السبت
ويعد أوغسبورغ بتكرار ما قام به في المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الألماني الموسم الماضي حين هزم حامل اللقب بهدف دون رد، حمل توقيع المهاجم ساشا مولدورس الذي صام عن التهديف منذ ذلك الحين. وهنا قد يقول كثيرون إن بايرن حين انهزم كان قد دخل المباراة معتمدا على البدلاء بعد أن ضمن مبكرا لقب الدوري وبات يصب اهتمامه على مسابقة الكأس وبطولة دوري أبطال أوروبا.
وبسبب تراجع مولدورس هناك تكهنات بأن يشرك المدرب في موقعة السبت زميله نيكولا تزورديش صاحب الهدف الأول أمام كولونيا (53)، مع إبقاء مولدورس كورقة لاحقة إلى جانب ألكسندر إيسفاين كما قال المدرب فاتحا المجال لكل الاحتمالات، في المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء الماضي. وفي حال نجح أوغسبورغ بالفعل في تحقيق المفاجأة يوم السبت، فإنها ستكون بمثابة ورقة إنذار إلى الفرق الأخرى المنافسة على المقاعد الأوروبية.