فولكس فاغن: من سيارة الشعب الألماني إلى سيارة كل الشعوب
باتت حدة المنافسة الدولية التي يشهدها قطاع صناعة السيارات على الصعيد الدولي واقعا يفرض نفسه على كل منتجي السيارات في كل دول العالم. هذا الوضع العالمي المتفاقم دفع بعدة شركات السيارات العملاقة إلى التفكير في خلق استراتيجيات إنتاجية جديدة تراعي تطلعات ورغبات المستهلكين. وعلى ضوء تحديات الاقتصاد الدولي المعولم المتوالية ارتأت شركة فولكسفاغن العملاقة أن تتبني استراتيجية إنتاج وتسويق جديدة، تراعي في محتواها تباين المتطلبات الإقليمية والثقافية المختلفة. وتتوخي إدارة الشركة من هذه البادرة إيجاد مخرجا محتمل للأزمة المالية التي مرت بها شركة فولكسفاغن خلال العام الماضي. وبالتالي تسعى العملاقة فولكسفاغن إلى الارتقاء من "سيارة الشعب الألماني" إلى "سيارة كل شعوب العالم" لتحقيق قفزة في الأرباح تعزز صدارتها العالمية في أوساط صانعي السيارات. وفي هذا السياق كشف المسئول عن مختلف الموديلات في شركة فولكسفاغن ،فولفغنغ بيرنرد، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة لوس أنجيليس الأمريكية، النقاب عن هذا المشروع. وقد تزامن هذا الإعلان مع عقد اتفاق تعاون لإنتاج موديل للسيارة مشترك بين شركة فولكفاغن الألمانية وشركة كريزلر.
أبعاد الإستراتيجية الجديدة
وتهدف شركة فولسفاغن من خلال هذه الإستراتيجية الجديدة إلى تعزيز موقعها في سوق مبيعات السيارات وولوج أسواق جديدة. بالإضافة إلى ذالك يعول مديرو الأعمال في الشركة على هذا التوجه الجديد للصمود أمام المنافسة الحادة في قطاع السيارات. وأكد فولفغنغ بيرنرد، أن المنتجات الجديدة على امتداد السنوات الخمس القادمة بامكانها أن تخرج العملاقة فولسفاغن من أزمتها المالية. إلى غاية 2008 يترقب برنرد أن تجني الشركة مداخيل بقيمة ست مليارات يورو. فالإستراتيجية الجديدة من شأنها أن تساهم بشكل فاعل في الحد من تكاليف الإنتاج مما يوفر للشركة مدا خيل بقيمة أربع مليارات يورو. ويٌذكر أن الشركة سجلت في الربع الأخير من العام 2005 أرباحا.
مشروع طموح
تعتزم فولكسفاغن إنشاء مشروع مشترك مع شركة كريزلر لصناعات السيارات بغرض إنتاج سيارة أسرة صغيرة بكلفة أقل وتتلاءم مع ذوق ومتطلبات السوق الأمريكي. وسيتم إنتاج هذه السيارة في الولايات المتحدة وبيعها هناك. وذكر بيرنارد أن تركيب تلك السيارات الجديدة سيعتمد على محتويات وأجزاء تستعمل في الموديلات الحالية بُغية تجنب نفقات إضافية. ويُذكر أن شركة فولسفاغن تكبدت خسائر في السوق الصينية نتيجة سياسة تسويق خاطئة لم تراعي فيها الموديلات التي عُرضت للبيع في تلك السوق تطلعات وأذواق الزبائن هناك. وحتى الآن لم تنتج شركة فولسفاغن إلا بعض الموديلات المفصلة بما يتلاءم مع إحتياجات ورغبات المشترين في تلك المنطقة. فعلى سبيل المثال لقيت سيارة الغولف Golf"التي يتم تجميعها في البرازيل إقبالاً واسعاً في المنطقة.
مراعاة الخصوصية الإقليمية
لقد أصبح الاهتمام بالأذواق ورغبات الزبائن يحتل مكانة مهمة في سياسة التسويق لدى شركة فولكسفاغن العملاقة، التي تنوي إنشاء مجمعات لصناعة السيارات في عدة مناطق في العالم تتخصص في إنتاج موديلات تتلاءم مع متطلبات تلك الأسواق واهتمامات المستهلكين فيها. وكما أكد بيرنارد في الندوة الصحفية أنه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة للبدء في تطبيق المشروع. ورفض المسئول الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، خصوصا منها المتعلقة بالموديلات الجديدة والتقنيات المعتمدة فيها، لكنه كشف عن أسماء الدول التي تنوي فولكسفاغن تطبيق الاستراتيجية الجديدة فيها وهي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والهند والصين.
وتبسيط التجهيزات
وأعرب بيرنارد أنه من أجل تقليل تكاليف إنتاج السيارات سيتم الاستغناء عن بعض التجهيزات التي لا تحظى بإهتمام المستهلكين. ففي الصين سيصبح بالإمكان توفير بين 30 و40 في المائة من تكلفة الإنتاج. وهذا ممكن على حد تعبير أحد المسئولين في الشركة الذي رفض توضيح أنواع التجهيزات التي سيتم الاستغناء عنها لأسباب تتعلق بالمنافسة التجارية. ومن بين التعديلات التي من المرتقب مراعاتها في تصميم السيارات المقبلة المخصصة للتسويق في الولايات المتحدة هي تبسيط تقنيات مكيف الهواء المركبة في سيارات الفولكسفاغن، حسب تقديرات المحللين التابعين للعملاقة فولكسفاغن. فهي تبقى معقدة أكثر مما يرغب فيه الزبون الأمريكي.
طارق أنكاي