فيلا "فالدبيرتا"ـ مصدر إلهام للفنانين

يجلس إريك دوبونت البالغ من العمر أربعين عاماً على شرفة سطح فيلا "فالدبيرتا"ويشير إلي قمة جبال الألب -أعلى جبل في ألمانيا الـ"تسوغشبيتسه". يقول دوبونت إنه يصعب رؤية الجبل اليوم بسبب الغيوم، وعلى الرغم من ذلك فالمنظر مدهش. حصل دوبونت الذي يعيش في كندا على منحة ليمكث في فيلا "فالدبرتا" لكتابة رواياته. جاء دوبنت في سبتمبر من العام الماضي ووقع في غرام "فالدبرتا".

يعيش حوالي ثلاثين فنانا حصلوا علي منحة للإقامة في الفيلا التي تقع في ولاية بافاريا. ومنطقة فيلدافينج مشهورة : فالقيصرة سيسي كانت تقضي الصيف في قرية مجاورة للمنطقة والملك لودفيج الثاني غرق في بحيرة الشتارنبيرغ، وحتى الكاتب الألماني توماس مان كان يجد الهدوء الكافي في بيته الريفي "فيلينو"،الواقع في نفس المنطقة، ليعمل علي الكتابة.

ولكن هدوء منطقة فيلدافينج لا يحظى بإعجاب كل الناس. ففي مرة تركت فنانة فيلا "فالدبرتا" بعد عدة أيام لأنها لم تتحمل هذا الهدوء على الإطلاق. ولكن دوبونت يجد كل الإلهام الذي يحتاجه في تلك الأجواء الهادئة حتى أنه كتب 200 صفحة بلا أي صعوبة. فالمعلومات التي كان يريد معرفتها استطاع الحصول عليها هنا. ويوضح دوبونت: " يدور جزء من روايتي الجديدة عن شرق بروسيا ولقد قابلت بالفعل هنا بعض الناس الذين كانوا يعيشون في هذه المنطقة. وقد روى لي مثلاًً بعض منهم نكات من شرق بروسيا وسأذكرها في روايتي بالطبع." ولكن دوبنت لم يأتِ هنا للعمل فقط بل أيضا لحضور حفل أكتوبر الشهير في مدينة ميونيخ ويرى أن "البيرة البافارية هي الأفضل في العالم".

فيلا ذات تاريخ طويل

أشترى هذا البيت الجميل بأبراجه وشرفاته الزوجان ألفريد وبيرتا كوبل الأمريكيان الأصل عام 1925 لكي يقضيا فيه فصل الصيف. وبعد شراء الفيلا التي كان أسمها "فيللا فالدبيرت" قررا تغيير اسمها لـ"فيلا فالدبيرتا".و أصبحت فيلا" فالدبيرتا" ملتقىً ثقافياً لكثرة أصدقاء الزوجين الأمريكيين من الأشخاص المعروفين والمثقفين في المجتمع.

وحينما تولى النازيون حكم ألمانيا في عام 1933 استولى الجيش النازي على الفيلا. أما في عام 1953 فقد استطاعت الأرملة كومبل استعادة فيلتها وقررت منحها قبل موتها لمدينة ميونيخ لكي تهتم بها كرمز"الثقافة الملكية والسكن في الماضي حتى يومنا هذا".

ثقافات متعددة في بيت واحد

توجد خمس شقق مصممة بذوق منفرد مخصصة لمتلقي المنح الفنية الذي يأتون من شتى أنحاء العالم. و يقول دوبنت وهو يضحك وهو يطل من النافذة علي الحديقة الكبيرة "إن هذا المكان يشبه المصحة". فهو لم يعجب بالفيلا والمنطقة الواقعة حولها فقط ولكنه سعيد بوجود حاسب آلي وآلة طباعة في كل شقة.وتعتني كارين زومرس من الإدارة الثقافية في ميونيخ بالزائرين. فهي مهتمة بكون البيت متعدد الثقافات. ولكي يتعرف سكان المنطقة على ساكني الفيلا من حين لآخر تقيم زومرس حفلا فيه تعرض فيه الأعمال الأدبية والفنية من الثقافات المختلفة إضافة إلى أكلات وموسيقى من بلاد مختلفة.

سوزانه فون شينك/ منى حفني

مراجعة: هبة الله إسماعيل