قتلى في العام الجديد في سوريا ورئيس البرلمان العربي يدعو لسحب المراقبين
١ يناير ٢٠١٢حث رئيس البرلمان العربي النائب الكويتي علي الدقباسي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على سحب المراقبين العرب على الفور "مع استمرار النظام السوري في قتل المواطنين السوريين الأبرياء والتنكيل بهم، فضلا عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين"، حسب قوله. وأشار الدقباسي في بيان إلى "تزايد أعمال القتل والعنف التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان". وأضاف "أن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية".
وأوضح الدقباسي أن ذلك "يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الإنسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية". وجاءت تصريحات الدقباسي بينما تتأهب الجامعة العربية لإرسال فريق جديد إلى سوريا الخميس المقبل. ويجدر الإشارة إلى أن البرلمان العربي هيئة استشارية تضم 88 عضوا من برلمانيين من البلدان الأعضاء بالجامعة العربية.
وكان فريق أول من خمسين مراقبا وصل الاثنين الماضي في إطار بروتوكول الجامعة العربية الداعي لسحب الجيش السوري من البلدات والمناطق السكنية، ووقف العنف ضد المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين والسماح للصحافيين بالعمل في سورية بحرية. وثار جدل حول بعثة المراقبين العرب، إذ أعربت المعارضة السورية عن عدم رضاها عن اختيار ضابط الاستخبارات العسكرية السوداني الفريق أول الركن محمد احمد مصطفى الدابي لرئاسة البعثة. وأغضب الدابي المعارضة السورية بقوله إن السلطات السورية تتعاون حتى الآن مع البعثة، وبوصفه زيارته لمدينة حمص المضطربة التي مات فيها المئات، بأنها كانت جيدة.
عام ميلادي جديد بقتلى سوريين جدد
وكشفت مصادر في المعارضة السورية عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص في اليوم الأول من العام الجديد. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، وهي مجموعة معارضة في الداخل السوري، إن اثني عشر شخصا قتلوا اليوم الأحد (الأول من كانون الثاني/ يناير 2012) برصاص قوات الأمن السورية. ولم يتم التأكد من الخبر من مصادر مستقلة نظرا لأن الحكومة السورية تمنع مراسلي وكالات الأنباء ومحطات التلفزة العربية والعالمية من العمل في سوريا.
وكان المحتجون السوريون قد اختفلوا بقدوم العام الميلادي الجديد، ونزلوا إلى شوارع المدن والبلدات هاتفين بإسقاط النظام. وعلى طريق بلدة محردة في محافظة حماه قتل طفل في السابعة من العمر من بلدة خطاب برصاص أطلقته قوات الأمن أصاب سيارة والده، طبقا لما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن هذا الطفل هو "الشهيد الأول في عام 2012". كما أعلن المرصد أن "مواطنا استشهد الأحد في حي وادي ايران في محافظة حمص اثر إصابته برصاص قناصة من الشبيحة". وأضاف أنه "عثر على جثماني مواطنين اثنين من قرية المشروع قرب حمص، وظهرت على جسديهما آثار تعذيب وإطلاق رصاص، واتهم الأهالي شبيحة من قرية موالية للنظام بقتلهما بعد اختطافهما فجر الأحد".
وتابع المرصد أن "أكثر من 20 متظاهرا أصيبوا بجروح اثر إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات الأمن باتجاه مواطنين رفعوا علم الاستقلال وسط مدينة داريا" في ريف دمشق. من جهة ثانية أعلن المرصد أن طبيب الأسنان معد محمد مواهب طايع "الذي اعتقلته السلطات الأمنية السورية في اللاذقية بتهمة التظاهر قد مثل أمام محكمة ميدانية في سجن صيدنايا قرب دمشق بتهمة دعم الإرهاب".
وتم بث أشرطة فيديو على موقع يوتيوب ظهر فيها "شبان الثورة" وهم يطلقون الألعاب النارية احتفالا بحلول العام الجديد ويطلقون هتافات تدعو لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وتجمع مئات الأشخاص في عدة مدن سورية مثل ادلب ومدينة الزبداني الواقعة على بعد نحو 50 كلم من دمشق، حيث تجمع مئات الأشخاص حول شجرة صنوبر كبيرة مزينة بمناسبة عيد الميلاد وهم يرقصون ويطلقون الأسهم النارية، حسب ما ظهر أيضا على أحد أشرطة الفيديو وهم يهتفون "الشعب يريد رحيل المجرم" في إشارة إلى الرئيس السوري. كما سجلت احتفالات مشابهة في درعا وفي داعل جنوب البلاد، وظهر الشبان وهم يحملون المشاعل ويطلقون الهتافات المناهضة للنظام. وعلقت لافتات كتب عليها "العالم يحتفل بالعام الجديد بإطلاق الأسهم النارية، وفي سوريا نستقبل العام الجديد بالرصاص والدبابات".
(م أ م/ رويترز/ ا ف ب/ د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو