قضية "فتاة المناكير"..جدل في السعودية بسبب طلاء الأظافر
٤ يونيو ٢٠١٢القضية بدأت عندما تصدت فتاة سعودية لرجال ما يسمى بـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذين أمروها بالخروج من أحد المراكز التجارية، فدخلت معهم في جدل، كما يوضح شريط فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف بث على اليوتيوب وشاهده أكثر من مليون زائر. وفي ذات الشريط يأمر رئيس دورية الهيئة المرأة بالخروج، لكنها تصرخ بوجهه بجرأة قائلة "لن اخرج سأبقى هنا أريد معرفة ماذا تستطيع أن تفعل (...)، لا دخل لك إذا كنت أضع" طلاء على الأظافر. وتضيف المرأة بحدة قائلة له "أنت لست مسؤولا عني لأنني أضع المناكير (...)". ولقنت الفتاة رجل الهيئة درسا في احترام حدود الصلاحيات قائلة له" لقد منعت الحكومة المطاردات، عملكم الآن هو توجيه النصح إلى الناس ليس أكثر".
وفي حين أصر رجال الشرطة الدينية على خروجها من المركز التجاري، لجأت الفتاة للتهديد بسلاح العصر، وهو الإعلام الحديث، وتحديدا وسائل الاتصال الاجتماعي، إذ هددتهم بأن ما يعملونه معها، لن يبقى طي الكتمان كما كان الأمر في الماضي، وقالت مبتسمة للكاميرا"يجب أن تعلم أن الفيديو أصبح على تويتر والفيسبوك وكلمة واحدة سيصل إلى الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ويعرف كل خرابيطك".
وفعلا وصلت القضية ليس فقط للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، ولكن إلى أكثر من مليون مشاهد على اليوتيوب وتناقلتها وسائل الإعلام حتى تحولت إلى قضية رأي عام. وسارع آل الشيخ للتنديد بتصرف رجاله إزاء ما بات يعرف بـ"فتاة المناكير"، وقالـ حسب صحف سعودية ـ "ساءني كثيرا ما رأيته، فالموضوع تم تضخيمه واستغل استغلالا سيئا حتى سمع بها القاصي والداني". وتساءل الشيخ "الإنسان إذا ابتلي بمجنون أو متهور يراد إيقاعه هل يكون كبش فداء؟" وفي رأيه إن "العالم وصل لصناعة الطائرات، ونحن نقول لامرأة اخرجي من السوق لأن في أصابعك مناكير". وأعتبر رئيس هيئة الشرطة الدينية، الذي يرى الكثيرون في تعينه على رأس الهيئة، مؤشر على مزيد من الانفتاح في السعودية، أن تصرف الرجل لم يكن "في محله رغم تجاوز الفتاة، فقد كان عليه نصحها وعدم مجاراتها في الحديث ثم تركها عند عدم استجابتها، وعدم التصعيد". وكان آل الشيخ، الذي عين على رأس الرئاسة العامة للشرطة الدينية في السعودية بداية العام الجاري، قد منع في نيسان/ابريل الماضي "أي مطاردات للأشخاص سواء متهمين أو مخالفين"، مهددا "من يخالف هذا التوجيه باتخاذ الإجراءات الحازمة" بشأنه.
وفي وقت سابق من العام الحالي نشرت لقطات فيديو لمحتسبين يهاجمون أسرة خارج مركز للتسوق في العاصمة الرياض على موقع يوتيوب أثارت انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لرجال الهيئة.
وتسعى الهيئة إلى تحسين صورتها بعد انتقادات متكررة في الداخل والخارج ولا سيما بعد اتهام وسائل إعلام محلية لرجال الهيئة بعرقلة جهود إنقاذ 15 فتاة توفيت في حريق بمدرسة في مكة عام 2002، ولم يسمح لرجال الإنقاذ الدخول إلى المدرسة كونهم ليسو "محارم"!!!.
(ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين