تغير مهام قوات إيساف
٧ فبراير ٢٠٠٧بعد إسقاط حركة طالبان في أفغانستان، اقتصرت مهام القوة الدولية "إيساف" (Isaf) على تقديم المساعدة للجيش الأفغاني وقوات الشرطة الأفغانية وعلى المساهمة في إعادة إعمار البلاد. أما مهام مطاردة أنصار حركة "طالبان" وفلول "القاعدة" فقد ألقيت على عاتق القوات الأمريكية. ولكن استعادة الحركة المخلوعة لقوتها في العام الماضي قلب الأمور رأساً على عقب وأجبر قوات "إيساف" على المشاركة في عمليات عسكرية وعلى نشر جنودها في جميع الأراضي الأفغانية. وفي هذا الخصوص، يقول دبلوماسي الأمم المتحدة السابق ومفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأفغانية الحالي، فرانسيس فيندريل إن مهام القوة الدولية "كان لها طابعاً سلميا، رغم أنها أرسلت إلى أفغانستان استنادا إلى المادة رقم 7 من ميثاق الأمم المتحدة والتي تسمح لها باستخدام السلام من أجل المساهمة في استتباب الأمن." وأضاف المسؤول أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أيقنوا فقط مؤخرا أن القوة تحتاج إلى تفويض يسمح لها بالقيام بمهام عسكرية إذا أرادت الحفاظ على الأمن في الأراضي الأفغانية.
عملية "ميدوسا" كانت الشرارة
يقول المراقبون إن عملية "ميدوسا" التي انطلقت في صيف عام 2006 شكلت بداية التحول في استراتيجية قوات "إيساف" في أفغانستان. ففي صيف العام المذكور، بدأت القوة الدولية بمشاركة قوات الأمن الأفغانية بمطاردة أنصار "طالبان" في الجنوب الأفغاني الذي يعتبر معقلا لأنصار الحركة الإسلامية المتطرفة. لاحقا، تسلمت القوة الدولية في يونيو/حزيران الماضي من القوات الأمريكية قيادة قوات محاربة الإرهاب وخاصة في المناطق الجنوبية. ومنذ ذلك الحين، أخذت القوة الدولية على عاتقها مهام محاربة أنصار حركة طالبان وقصف مواقعهم ومطاردتهم، ما أسفر في العام الماضي عن سقوط 4000 من أنصار الحركة ومن القوات الدولية وكذلك من المدنيين. وفي هذا الشأن، تقول يوحنا ناتان من معهد إجراء البحوث (International Crisis Group) إن الاعتقاد السائد في أفغانستان هو أن قوات الناتو أضعف من القوات الأمريكية، مضيفة أن الناتو تصرف منذ البداية بعنف وقوة من أجل إثبات العكس ومن أجل القول إن قواته ليست ضعيفة كما يعتقد العدو، على حد تعبيرها.
ألمانيا تشارك بشكل غير مباشر
على الرغم من أن الجيش الألماني "بونديسفير" لم يشارك في الأعمال الحربية التي تدور في الجنوب والشرق الأفغانيين، إلا أنه يشارك بشكل غير مباشر في العمليات العسكرية. فقد أيدت الحكومة الألمانية وقيادة الجيش الألماني القرارات التي اتخذها حلف الناتو بخصوص مهام القوة، إضافة إلى استخدام القوة الدولية قدرات الجيش الألماني اللوجيستية، ناهيك عن مشاركة ضباط ألمان في التخطيط للعمليات العسكرية التي تنفذ ضد مقاتلي الحركة المتطرفة. هذا في الجنوب والشرق الأفغانيين. أما في الشمال الذي ترابط فيه القوات الألمانية، فقد بدأت في أكتوبر الماضي عملية "النسر" العسكرية والتي شملت جميع أجزاء الأقاليم الشمالية، وذلك بغرض مواصلة ممارسة الضغوطات، على حد قول الجنرال نيك بوبه في حينها. ولا تقتصر مهام قوات الجيش الألماني المرابطة في أفغانستان على التخطيط للعمليات القتالية وتقديم المساعدة اللوجيستية، بل أن طائرات "تورنادو" الألمانية الاستكشافية ستقدم المعلومات لقوات "إيساف" من أجل تحديد مواقع مقاتلي "طالبان" وقصفها. في الوقت ذاته، قابلت قيادة قوة "إيساف" إعلان حركة "طالبان" تعزيز هجماتها في بداية العام الجاري، قابلته بالكشف عن نيتها في تعزيز هجماتها أيضا. إلى ذلك، يجزم المتحدث باسم القوة الدولية ريتشارد نوغي بأن "إيساف" "ستبدأ قريبا هجوما حقيقيا من أجل التصدي لهجمات أنصار "طالبان" ومقاتلي "القاعدة،" على حد قوله.