كأس القارات.. بعيدة عن أولويات لوف وفي قلب أحلام رونالدو
١٧ يونيو ٢٠١٧تنطلق اليوم السبت (17 يونيو/ حزيران 2017) النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات وهي البطولة التي تجرى قبل سنة من انطلاق نهائيات كأس العالم ودائماً في ذات البلد الذي ينظم المونديال. وسيتنافس في هذه الدورة أبطال القارات الست بالإضافة إلى منتخب البلد المضيف والمنتخب الفائز بكأس العالم، موزعين على مجموعتين.
بيد أن نظرة في وضع المنتخبات الثمانية ترجح كفة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية للفوز بلقب البطولة، والتي ستقام مباراتها النهائية في الثاني من تموز/ يوليو المقبل.
حظوظ بطل العالم
رغم أن بطل العالم المنتخب الألماني يخوض بطولة كأس القارات بتشكيلة رديفة، إلا أن المدير الفني يواخيم لوف يؤكد بأن فريقه سيكون "جاهزاً بأكبر قدر من الاحترافية، كما لو أنها كأس العالم أو كأس أوروبا".
بيد أنه في واقع الأمر مع غياب قيادات المانشافت فمن المستبعد جداً أن يفوز المنتخب الألماني بلقب البطولة. فالأسماء اللامعة التي قادته إلى بطولة العالم في مونديال البرازيل 2014، على غرار مانويل نوير، وماتس هوملز، وتوني كروز وتوماس مولر، لم يرافقوا منتخب بلادهم إلى روسيا سواء بسبب الإصابة أو لحصولهم على فترة استراحة، كما سيغيب كذلك الدوليين ليروي ساني (عملية في الأنف) وديمي (عملية في الظهر). وفي تشكيلة لوف التي وصلت قبل يومين إلى روسيا يوجد أيضاً سبعة لاعبين لم يخوضوا أي مباراة دولية.
يُذكر أن ألمانيا يوف تستهل مشوارها الروسي يوم الاثنين القادم (19 يونيو/ حزيران 2017) بمباراة أمام أستراليا بطلة آسيا في مدينة سوتشي، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم تشيلي بطلة أمريكا الجنوبية والكاميرون بطلة إفريقيا.
ورغم تصريحات لوف المذكورة أعلاه، إلا أن بطولة كأس القارات لا تأخذ عملياً حيزاً مهماً في طموحاته، لكونه يعتبرها في المقام الأول فرصة لتجهيز الجيل القادم لخوض البطولة الحقيقية المتمثلة في المونديال. وهو ما كشف عنه صراحة موضحاً أمام الصحفيين: "المهمة المقبلة هي المشاركة في كأس القارات بهدف منح ثلاثة أو أربعة لاعبين فرصة وضع نجومنا تحت الضغط عندما يحل 2018 (كأس العالم). نريد أن نرتقي باللاعبين إلى مستوى جديد، وتحقيق ذلك هو ما يهم بالنسبة إلي".
أبرز المرشحين
في المقابل، بات منتخب تشيلي بطل أمريكا الجنوبية إلى جانب نظيره البرتغالي من أقوى المرشحين للفوز في هذه البطولة. كلاهما مدججان بأكبر النجوم، كريستانو رونالدو ورفاقه في معسكر البرتغال، يقابلهم أرتورو فيدال نجم بايرن ميونيخ ورفاقه في جناح تشيلي.
وبالنسبة للمنتخب البرتغالي تحديداً فإن الفوز في لقب هذه البطولة هو تأكيد على دخوله عالم الكبار من بابه الواسع بعد انجازه التاريخي في فرنسا حين انتزع لقب بطولة يورو 2016. وفي هذا السياق قال البرتغالي ريكاردو كارفاليو، المدافع الدولي السابق الذي شارك في منافسات البطولة الأوروبية العام الماضي، للموقع الرسمي لفيفا: "إن كأس القارات لقب مهم للبرتغال عقب النجاح الأخير في يورو".
أما منتخب تشيلي، الذي يقوده المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيزي، فسيستغل ظهوره الأول في كأس القارات، كخطوة كبيرة للجيل الذهبي الحالي المتمثل في ألكسيس سانشير وأرتورو فيدال وجاري ميديل وكلاوديو برافو وغيرهم، لتعزيز مكانة منتخب بلادهم بين صفوة المنتخبات في العالم تاركاً خلفه الشعار الذي لازم الفريق وجماهيره لعقود وهو "لعبنا أفضل من أي وقت مضى، وخسرنا كالعادة"، وكان هذا واقع الفريق لعقود، حين كان يقدم عروضاً قوية لا تتوج بألقاب.
ونجحت تشيلي مؤخرا في حصد لقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2015 ثم لقب النسخة المئوية للبطولة في العام التالي بالولايات المتحدة.
وقال بيزي مؤخراً: "نحن متحمسون للغاية بالطريقة التي ينظر إليها اللاعبون للبطولة. نحن واثقون في تقديم مستوى جيد ونعتقد أن بإمكاننا المنافسة للفوز".
أصحاب الأرض
بالنسبة للمنتخب الروسي فإن هذه البطولة ستكون مقياساً للجمهور الروسي لمشاهدة مدى جهوزية منتخب بلادهم في خوض غمار المونديال المرتقب على أرضهم في عام 2018.
وسيفتتح أصحاب الأرض البطولة اليوم السبت أمام نيوزيلاند، في مباراة سيحضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ملعب سان بيترسبورغ، حسبما أكده المتحدث عن الكرملين.
ولا يحظى المنتخب الروسي المصنف 63 عالمياً بترشيحات كبيرة للمنافسة على اللقب في البطولة الحالية، ورغم ذلك يريد الاستفادة من هذا الحدث لتطوير إمكانياته في ظل دعم شعبي كبير، فحتى الرئيس بوتين نفسه قال للمشجعين: "دعونا نأمل في أن لاعبينا سوف يحاولون تقديم أداء جيداً، مثل المقاتلين الحقيقيين".
وهذا التصريح لا يتناقض إطلاقاً مع ما قاله ستانيسلاف تشيرتشيسوف، مدرب المنتخب الروسي، في حوار أجراه الأسبوع الماضي مع وكالة الأنباء الألمانية، متحدثاً عن إمكانية فريقه بعقلانية: "نمتلك أقل الحظوظ للتتويج باللقب من بين المنتخبات المشاركة في البطولة. نحن المنتخب الوحيد الذي تأهل لكأس القارات دون أن يفوز بأي بطولة، لكننا سوف نبذل أقصى الجهد".
و.ب