كورونا ـ دول أوروبية تشدد إجراءات العزل وتهدد بأخرى أشد
٢٤ مارس ٢٠٢٠فرضت دول أوروبية قيودا أكثر صرامة على الحياة العامة، في صراعها مع فيروس كورونا المستجد. ففي بريطانيا طلبت الحكومة من المواطنين البقاء في منازلهم لمدة 3 أسابيع. فيما وسعت فرنسا من قيودها على خروج السكان خارج منازلهم. وفي هولندا تم تمديد منع التجمعات.
وأمرت حكومات من أنحاء أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط وصولا إلى أجزاء من إفريقيا مواطنيها بالمكوث في منازلهم في ظل المساعي للتعامل مع الوباء الذي حصد أرواح الآلاف، في حين لا يبدو حتى الآن أن وتيرته قد تتراجع. لكن برز مؤشر يبعث على الأمل إذ من المقرر أن ترفع مقاطعة هوباي وسط الصين، حيث ظهر الفيروس أول مرة أواخر العام الماضي، القيود على الحركة بعدما فرضت عزلا تاما استمر لشهرين.
وفي بريطانيا طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المواطنين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا لشراء الاحتياجات الضرورية أو أداء تمرينات رياضية يومية أو لقضاء حاجة طبية ملحة، بالإضافة إلى الذهاب إلى العمل طالما كان ذلك "ضروريا للغاية، كما أمر رئيس الوزراء بالبريطاني بغلق المتاجر التي لا تبيع سلعا ضرورية، وحظر تجمع أكثر من شخصين لا ينتمون إلى نفس الأسرة. وتجاوز عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في بريطانيا 300 حالة.
وكانت الحكومة البريطانية واجهت اتّهامات بأنّها تراخت في التعامل مع الأزمة الصحية وسمحت بإبقاء المدارس مفتوحة دون ضرورة لفترة أطول بكثير من نظيراتها الأوروبية، فتحرّكت أخيرا الاثنين. وجاء الإعلان بعدما شوهدت حشود تتنزّه في عطلة نهاية الأسبوع في الحدائق والمناطق الريفية، ما استدعى دعوات للتحرّك بشكل أكثر تشددا.
وكان هناك بصيص أمل الاثنين من الأرقام الواردة من إيطاليا، نقطة انتشار كوفيد-19 في أوروبا. بعد تراجع عدد الإصابات الجديدة في البلد الأكثر تأثّرا بالفيروس في القارّة إلى 5000 مقارنة بأكثر من 6500 في اليوم السابق. وانخفض العدد اليومي للوفيات لديها بشكل طفيف كذلك، رغم أن إجمالي حصيلة الوفيات في إيطاليا والذي بلغ أكثر من 6000 تجاوز بكثير الأعداد التي تم تسجيلها حتى في الصين.
وترافقت إجراءات العزل العالمية مع روايات مأساوية على غرار تلك الواردة من إسبانيا حيث عثر جنود أوكلوا مهمّة مكافحة الفيروس على أشخاص مسنّين تركوا في دور للعجزة، بعضهم لقي حتفه. وإسبانيا هي ثاني بلد أوروبي من حيث عدد الإصابات بعد إيطاليا، إذ بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا أكثر من 33 ألف حالة، فيما توفي 2182 شخصا.
ورغم حظر التجمعات والحركة والإجراءات التي اتخذتها الحكومة، سجلت في ألمانيا أكثر من 4700 إصابة جديدة و28 حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد خلال يوم واحد، بحسب بيانات معهد "روبرت كوخ" الألماني للأبحاث التحاليل، وفقا للوضع حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء. وارتفع عدد حالات الإصابة إلى 27436 حالة، مقارنة بـ 22672 حالة أمس الاثنين. كما ارتفع عدد الوفيات من 86 حالة إلى 114 حالة، وفقا للمعهد المذكور.
في فرنسا أعلن رئيس الوزراء ادوارد فيليب عن تمديد منع الخروج من المنزل، فيما سمح للسكان بالخروج لممارسة الرياضة والجري على أن لا تتجاوز المسافة التي يتحركون فيها على كيلومتر واحد فقط عن منازلهم، ولا تتجاوز المدة الزمنية ساعة واحدة فقط في اليوم. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قرر حزمة إجراءات قبل أسبوع تقيد حركة المواطنين. وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في فرنسا أكثر من 20 ألف حالة، فيما توفي 860 شخصا.
وفي هولندا قررت الحكومة تمديد منع التجمع حتى الأول من شهر حزيران/ يونيو القادم. وفي حال عدم الالتزام بالقرار فإن الحكومة ستلجأ إلى حظر التجول أيضا، كما فعلت دول أوروبية مجاورة. التحذير جاء من طرف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته. وكانت الحكومة قد قررت قبل ذلك منع التجمعات حتى السادس من نيسان/ أبريل القادم.
ع.خ / ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)