دور التغذية في الوقاية من مرض باركنسون
٩ مارس ٢٠٢٢مرض باركنسون أو الشلل الارتعاشي هو مرض عضال تموت فيه الخلايا العصبية في الدماغ تدريجياً. بيد أن المزيد من الدراسات تظهر أنه يمكن التقليل من خطر الإصابة بمرض باركنسون وربما حتى التأثير على مسار المرض باتباع النظام الغذائي الصحيح.
ومن المعروف عن المطبخ المتوسطي أنه غني بالخضروات الطازجة والمكونات الصحية الأخرى التي يزخر بها: مثل الأسماك والبقوليات والقليل من اللحوم. وتؤكد دراسات علمية أن هذا النوع من النظام الغذائي يمكن أن يبطئ أيضًا من تطور مرض باركنسون بل ويقلل من خطر الإصابة به مثلما جاء في موقع NDR الألماني.
وغالبًا ما يبدأ مرض باركنسون بدون أعراض ويبقى في الجسم لسنوات عديدةقبل أن يصبح مرئيًا مع الرعشات أو تعابير الوجه المتجمدة التي تظهر على المصاب. وفي هذه المرحلة على وجه الخصوص يصبح للنظام الغذائي الصحي أهمية كبيرة، كما يؤكد خبراء، حيث يعتقد أن تكون للتغذية تأثيرا إيجابيا على المرض.
هل يبدأ باركنسون في الأمعاء؟
خلص باحثون إلى أن مرض باركنسون يبدأ بتغيرات في الأمعاء على الأقل لدى بعض الأشخاص. وقد يكون ذلك راجعا إلى أن العناصر الغذائية تنتقل من الأمعاء إلى الدماغ ويمكن أن يكون لها تأثير ضار هناك.
وحتى لو كان الكثير بهذا الخصوص لا يزال غير واضح، فإن الأكيد أن الأمعاء تبادل الوسائط الكيميائية مع الدماغ. إذ يمكنها الانتقال عن طريق الدم أو المسالك العصبية من الأمعاء إلى الدماغ، ويُعرف ذلك بمحور المخ والأمعاء.
وغالبا ما يعاني مرضى باركنسون من مشاكل معوية بسبب التغيرات التي يحدثها المرض في الأمعاء، حيث يشتكي العديد من المصابين من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك الشديد وذلك قبل سنوات من ظهور الأعراض النموذجية.
وتظهر الدراسات أيضًا أن تكوين الميكروبيوم، أي البكتيريا المعوية، يتغير لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
ففي العادة تحول الباكتيريا النافعة في أمعائنا الأكل إلى عناصر غذائية لكن أيضا هناك باكتيريا ضارة في الأمعاء يمكنها أن تتسبب في مرضنا عندما يتعرض توازننا للخلل. ولدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، على سبيل المثال، غالبًا ما تسود البكتيريا التي تجعل جدار الأمعاء قابلاً للاختراق. وبذلك يمكن للمواد الالتهابية بعد ذلك أن تدخل للدم، مثلما جاء في موقع NDR الألماني.
التغذية المتوسطية تقلل من حدة المرض
تتمثل إحدى طرق العلاج الممكنة في إعادة التوازن للأمعاء بشكل سريع، في اتباع نظام غذائي معين، وبالتالي إعادة برمجة ميكروبيوم الأمعاء إلى حد معين. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المصابين بباركنسون يعانون من نقص بعض العناصر الغذائية، وخاصة فيتامين د وحمض الفوليك وفيتامين ب 12.
وتشير الدراسات إلى أن بعض الأطعمة يمكن أن تحمي الخلايا العصبية مثل الخضروات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والشاي الأخضر والتوت الأحمر، كما ينصح بتجنب الوجبات الجاهزة والدهون المشبعة والسكريات.
هـ.د/ أ.ح