لاعب ألماني من أصل إيراني يثير جدلاً سياسياً واسعاً
٩ أكتوبر ٢٠٠٧رفض أشكان ديجاجا لاعب منتخب الشباب الألماني تحت 21 عاما ونجم نادي فولفسبورج المشارك في الدوري الألماني (بوندسليجا)، رفض المشاركة في مباراة لمنتخب بلاده تقام في إسرائيل. وأرجع اللاعب سبب رفضه المشاركة في المباراة، التي ستقام في تل أبيب في الثاني عشر من الشهر الجاري، إلى "أسباب شخصية" وقال يانز جريتنر المتحدث عن اتحاد كرة القدم الألماني: "لقد جاء إلينا وذكر أسباب شخصية بدت معقولة للغاية".
لكن ما أثار الجدل كان ما جاء على لسان اللاعب من تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية في موقعها الالكتروني أمس الاثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول، حيث نقلت عنه قوله: "تجري في عروقي دماء إيرانية أكثر من الألمانية، ويجب أن يُحترم هذا الأمر. ومن ناحية أخرى، فأنا أفعل هذا الأمر احتراماً لأهلي، فهما إيرانيان". ديجاجا ولد في طهران وانتقل مع والديه إلى ألمانيا، والجدير بالذكر هو أن المواطنين الإيرانيين ممنوعون من السفر إلى إسرائيل منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
"لا ينبغي تسييس الرياضة"
وأثارت هذه الواقعة موجة كبيرة من الجدل لأنها أعطت انطباعا بتعاطف ديجاجا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي كانت له تصريحات ضد إسرائيل. وتعقيبا على هذه الواقعة قال فريدبرت بفلوجر، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي : "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وإلا فإن كل شخص سيختار الفريق الذي يلعب ضده".
وأضاف بفلوجر: "لا ينبغي تسييس الرياضة" واستبعد في الوقت نفسه إمكانية وجود أي مخاطر أمنية على اللاعب في إسرائيل وقال: "هو مواطن ألماني وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات الخاصة بأمنه في إسرائيل". وأكد السياسي الألماني: "إذا كان لدى (ديجاجا) تحفظات سياسية فلا ينبغي عليه اللعب للمنتخب الألماني".
مطالب باستبعاد اللاعب من المنتخب
ومن جانبه، انتقد المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا موقف اللاعب، وطالبت رئيسته شارلوته كنوبلوخ باستبعاد اللاعب من الفريق. وقالت في هذا الإطار: "من يفعل مثل اللاعب الألماني الإيراني أشكان ديجاجا ويرفض اللعب ضد إسرائيل، فهو يتصرف بشكل غير رياضي، لأن المنافسة الرياضية يجب أن تتم بشكل سلمي وتتعدى الصراعات السياسية". وأضافت: "اللاعب كعضو في الفريق الوطني يمثل ألمانيا، وحيث أن ألمانيا تربطها بإسرائيل علاقة صداقة نابعة من الشعور بالمسئولية التاريخية، فستكون إهانة كبيرة إذا تسامح اتحاد الكرة الألماني مع هذا التصرف المعادي لإسرائيل".
اتحاد الكرة ينتقد موقف اللاعب
وبدا اتحاد كرة القدم الألماني غير مستريح لقرار اللاعب حيث قال رئيس الاتحاد تيو تسفانتسيجر إن الرياضة ستكون هي الخاسر الأكبر إذا تصرف الرياضيون وفقا لمعايير سياسية. وتابع تسفانتسيجر: "أنا أحترم قرار المدربين بالسماح للاعب بعدم السفر لأنه ذكر أسباباً شخصية مقنعة، ولكن موقفي وموقف الاتحاد واضح: نحن لا نقبل أن يرفض لاعب في المنتخب الألماني الوطني المشاركة في مباراة دولية لأسباب متعلقة بمواقفه السياسية". وبالرغم من عدم اتخاذ قرار باستبعاد اللاعب، إلا أن تسافنتسيجر أكد في حديث لإذاعة "ها ار" إنهم قبلوا أعذار اللاعب بسرعة ولم يتحروا الموقف بشكل أعمق. وأضاف: "سأحاول أن أكون أكثر صرامة معه وأسأله عن شعوره بالمسئولية كلاعب في الفريق الوطني الألماني. وهذا الحديث سيقرر إن كان سيظل في الفريق أم لا، فلا يمكن أن يقول اليوم أنا إيراني وغداً ألماني، هذا لا يجوز".
البعض يتفهم موقف اللاعب
أما نادي فولفسبورج، فقد التزم الصمت، وأكد رئيس مجلس إدارته شتيفان جروزيم أن الأمر تم بين اللاعب واتحاد الكرة مباشرة، وهم غير راغبين بالتدخل، وإن كان يرى أن الأمر مجرد أمر شخصي لا علاقة له بالسياسة حيث قال: "أنا أرى الأمر من جانب إنساني بحت. ويكفي أن يكون هناك أسباب شخصية لدى اللاعب لكي يقبل طلبه".
ووافقه الرأي البرلماني فولكر بيك من حزب الخضر، الذي عبر عن تفهمه لموقف اللاعب خاصة قائلاً: "لو كان أشكان ديجاجا أو عائلته قد يتعرضوا بالفعل إلى نوع من القمع من قبل إيران في حال مشاركته في المباراة، فإن موقف اللاعب مفهوم وله الحق في اتخاذه".