معلومات عن قيام الجيش الليبي بتجميد أعمال المؤتمر
١٨ مايو ٢٠١٤أعلن عقيد في الجيش الليبي في بيان متلفز تلاه "باسم الجيش" مساء الأحد (18 أيار/ مايو 2014) "تجميد" عمل المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة في البلاد. وفي بيان تلاه عبر قناتين تلفزيونيتين خاصتين قال العقيد مختار فرنانة، الذي قدم على انه آمر الشرطة العسكرية في الجيش, "نحن أبناء ليبيا المنتمين إليها دون سواها، من منتصبي جيشنا وثوارها, نعلن (..) تجميد عمل المؤتمر الوطني العام وكف يده عن ممارسة أي أعمال أو تصرفات تتعلق بسيادة الدولة وتشريعاتها.
وطالبت القوات الموالية للواء الليبي المنشق خليفة حفتر المؤتمر الوطني الليبي بتعليق أنشطته وتسليم السلطة إلى هيئة تضع دستورا جديدا للبلاد. كما دعت قوات حفتر في بيان في وقت متأخر اليوم الأحد الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني إلى مواصلة تصريف الأعمال. وأعلن ما يسمى بالجيش الوطني الليبي في البيان الذي نقلته قناة الأحرار التلفزيونية رفضه لتعيين أحمد معيتيق رئيسا جديدا للحكومة في ليبيا.
وكان مسلحون قد شنوا اليوم الأحد هجوما على مقر المؤتمر الوطني العام بالعاصمة الليبية طرابلس وتم إجلاء النواب منه، فيما قال اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود قوة شبه عسكرية ليبية إنه يعيد تنظيم قواته لاستئناف حملته على مجموعات إسلامية في بنغازي يصفها بأنها "إرهابية". وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في تشرين الأول/ أكتوبر 2011. ولم تتمكن السلطات الانتقالية من السيطرة على الثوار السابقين.
ولم يستبعد رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين، الذي نفى أن يكون قد اختطف، أن يكون الهجوم على المؤتمر الوطني في طرابلس من تدبير حفتر، لكن تعذر مع بداية مساء اليوم التأكد من ذلك من مصدر مستقل. وقال بعض الشهود أن المسلحين ينتمون إلى كتيبة الزنتان القوية المعروفة بمناهضتها للإسلاميين. وارتفعت سحب الدخان فوق مقر المؤتمر العام بعد أن أضرم المهاجمون النار في مبنى مجاور. ولحقت أضرار بالعديد من السيارات. لكن المهاجمين انسحبوا من الموقع بعيد الهجوم، حيث سمعت أصداء مواجهات مسلحة لاحقا على طريق المطار. ولم يتسن الحصول على معلومات موثقة من جهات مستقلة في ليبيا.
وكان اللواء المتقاعد حفتر قد سحب قواته يوم الجمعة الماضي بعد الهجوم على مواقع إسلاميين في بنغازي إلى مدينة الأبيار التي تبعد 70 كم غرب بنغازي موضحا أن الانسحاب لا يعني أنه " تخلى" عن العملية. وأضاف " بعد كل معركة نقوم بإعادة تنظيم وحداتنا، وسنعود بقوة"، مشددا على أنه لن يتخلى بلوغ "أهدافه".
من جانبها، اعتبرت السلطات الانتقالية الليبية في طرابلس الحملة التي شنها حفتر "خروجا عن شرعية الدولة وانقلابا عليها يقوده المدعو خليفة حفتر"، بحسب بيان تلاه رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين السبت. وحذر البيان من أنه "سيلاحق قانونا كل من شارك في هذه المحاولة الانقلابية".
لكن حفتر رفض هذه الاتهامات، مؤكدا في بيان تلاه أمام الصحافيين أن "عمليتنا ليست انقلابا ولا سعيا إلى السلطة ولا تعطيلا للمسار الديمقراطي"، مضيفا أن "هذه العملية هدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب" من ليبيا وانه "استجاب لنداء الشعب"، حسب تعبيره. لكنه كرر أنه لا يعترف بشرعية السلطات الانتقالية التي "انتهت ولايتها ولفظها الشعب"، على حد قوله.
ح.ع.ح/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)