ليبيا تشرع في حل الميليشيات والتنظيمات المسلحة لضبط الأمن العام
٢٣ سبتمبر ٢٠١٢أعلن قائد أركان الجيش الليبي اليوم الأحد (23 سبتمبر/ أيلول) على صفحته على الفيسبوك اعتقال عناصر من إحدى الميليشيا وضبط أسلحتهم دون الإشارة إلى ضحايا. وأمهل الجيش مساء السبت الميليشيات والمجموعات المسلحة 48 ساعة لإخلاء المباني العامة وممتلكات عناصر النظام السابق في العاصمة وضواحيها.
وأعلن الجيش الليبي في بيان أن "القوة الوطنية المتحركة التابعة لقيادة الأركان (...) طلبت من كل الأشخاص والمجموعات والتشكيلات المسلحة التي تحتل ثكنات الجيش والمباني العامة أو ممتلكات عناصر من النظام السابق أو أبنائهم في طرابلس والمدن المحيطة بها، إخلاء تلك المواقع في ظرف 48 ساعة".
من جهة أخرى أعلن رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف مساء السبت "حل كافة الكتائب والتشكيلات المسلحة التي لا تخضع لشرعية الدولة". ولم تفلح السلطات الجديدة في نزع أسلحة تلك المجموعات من الثوار السابقين رغم أن العديد منها انضمت إلى وزارتي الدفاع والداخلية.
ضبط السلاح ومعالجة الانفلات الأمني
وأكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد يوسف المقريف أن الحكومة القادمة ستضع في مقدمة أولوياتها العمل على ضبط السلاح ومعالجة الانفلات الأمني في الشارع الليبي. وشدد المقريف في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة على أن "الدولة لها شرعية واحدة، وهي وحدها التي تقرر من سيحمل السلاح من عناصرها بالجيش الوطني أو بالأجهزة الأمنية والشرطة .. والدولة هي أيضاً التي تحدد متى وأين وكيف يستخدم هذا السلاح".
ونفى المقريف إمكانية السماح لعناصر أمريكية بمشاركة السلطات الليبية في عمليات تعقب مرتكبي حادث الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، مشدداً بالقول: "هذا غير وراد، لقد تحدثنا بشأن التعاون في التحقيقات فقط".
وحول ما إذا كان الوفد الأمريكي الذي زار طرابلس مؤخراً قد نقل توجيهات محددة من واشنطن للسلطات الليبية، قال المقريف: "نحن لا نتلقى توجيهات من أحد.. كان هناك تبادل للرؤى، وأرى أن هناك تفهماً كاملاً من الإدارة الأمريكية للأوضاع بليبيا وكون الأخيرة في مرحلة انتقالية ولطبيعة الحادث".
"أمريكا دعمت الثورة الليبية منذ البداية"
واستبعد المقريف أن يكون للحادث أي انعكاسات سلبية على العلاقات بين البلدين، واصفاً العلاقات الثنائية بأنها "جيدة". وأوضح: "أمريكا لعبت دوراً كبيراً في دعم الثورة منذ انطلاقها، ولا تزال حريصة علي إنجاحها لبلوغ أهدافها".
وانتقد المقريف المبالغة في القلق من تواجد سفن حربية أمريكية قبالة السواحل الليبية أو احتمال تطور الأمر إلى وجود قواعد عسكرية على الأرض في ليبيا يتذرع بوجودها متطرفون لتكرار هجماتهم.
وتوقع المقريف أن يتم الكشف عن مرتكبي الاعتداء قريباً، قائلاً: "لدينا أدلة كثيرة تشير إلى أن الحادث كان مدبراً، فارتباط الاعتداء بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر يشير إلى أن عناصر ذات ارتباط بالقاعدة هي من كانت وراءه، وهذه العناصر تسللت إلى ليبيا في الأيام الأولى لثورة التحرير".
وتابع :"ليبيا ليست مقراً للقاعدة وإنما تسللت لها بعض العناصر المتطرفة.. ولا يجب أن ينسى أحد أن الحدود الليبية واسعة جداً وللأسف الشديد لا توجد لدينا قدرة بالوقت الحالي لتغطيتها وحمايتها بشكل كامل، ولكننا نضع هذا الشأن في مقدمة أولويات الحكومة القادمة".
م أ م/ع.غ ( د ب أ، أ ف ب)