ليبيا: حريق هائل في خزانات نفط بعد تعرضها للقصف
٢٧ ديسمبر ٢٠١٤امتدت النيران المشتعلة إلى خمسة خزانات نفطية اليوم السبت (27 كانون الأول/ ديسمبر 2014) في مرفأ السدرة النفطي أكبر مرافئ النفط الليبية في منطقة "الهلال النفطي" في حريق ضخم دفع حكومة ليبية المعترف بها دوليا لطلب مساعدة خارجية لإطفاء الحريق.واندلعت النيران في أول صهريج أول أمس الخميس جراء قذيفة صاروخية أطلقتها مليشيات فجر ليبيا الإسلامية من زورق بحري باتجاه المرفأ، ثم امتدت إلى خزانين آخرين.
وباتت النيران مشتعلة الآن في خمسة خزانات، من أصل 19 خزانا في منطقة "فارم تانك" بمرفأ السدرة، بحسب مسؤول تقني في شركة الواحة للنفط. وقال علي الحاسي المتحدث باسم القوات الحكومية المرابطة في منطقة الهلال النفطي، إن "النيران امتدت السبت لتلتهم خزانين نفطيين آخرين". وقال الحاسي إن "إدارة الدفاع المدني لم تستجب لمطالب التعامل مع الحريق، وإن عمليات الإطفاء تدار حاليا من قبل متطوعين ومعاونة عناصر حرس المنشآت النفطية". ولفت إلى أن "رجال الإطفاء والحماية المدنية والمتطوعين يحاولون قدر استطاعتهم إطفاءها حتى لا تنتقل إلى الخزانات الأخرى وسط ظروف صعبة" مشيرا إلى أن عمليات الإطفاء قد تستغرق أياما.
وطلب وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليا "بشكل كتابي وعاجل سفراء دول كل من أمريكا، وألمانيا وايطاليا المعتمدين لدى ليبيا للتدخل والمساعدة في إخماد النيران". وقالت الوزارة في بيان إن وزيرها عمر الصنكي طالب "هذه الدول بتقديم المساعدات العاجلة من أجل إطفاء الحرائق التي شبت في خزانات النفط في ميناء السدرة وإيقاف الأضرار الخطيرة الناتجة عنه والسيطرة على تداعياتها البيئية".
ودانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة الهجمات التي تجددت على المنشآت النفطية، داعية إلى وقف هذه العمليات فورا. وحذرت البعثة من التداعيات البيئية والاقتصادية نتيجة أعمال العنف والتدمير في منطقة الهلال النفطي، مطالبة القوات على الأرض بالتعاون لإفساح المجال أمام فرق الإطفاء لإخماد الحريق. واعتبرت هذه الهجمات انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن حول ليبيا.
وقال المسؤول التقني في الشركة طالبا عدم ذكر اسمه إن الخزانات الـ 19 بسعة تخزينية 6,2 مليون برميل مملوءة بالكامل. وأوضح أن كمية النفط التي احترقت بسبب الحادثة تقدر بنحو 1,63 مليون برميل من خام البرنت المسعر بنحو 60 دولارا أمريكيا في الأسواق العالمية، إضافة إلى خسائر بالمليارات جراء فقدان هذه الخزانات النفطية.
وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها مطلع الأسبوع قبل الماضي باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية" قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته)، لكن قائدها طارق شنينة المصراتي قتل إثر غارة جوية عقب الهجوم.
ع.ج/ أ.ح (آ ف ب، د ب آ، رويترز)