مؤتمر باريس: رسالة لترامب ونتنياهو وتأكيد على حل الدولتين
١٥ يناير ٢٠١٧تفادى البيان الختامي لاجتماع دولي استمر يوما واحدا في باريس بشأن السلام في الشرق الأوسط توجيه انتقاد صريح لخطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس على الرغم من إعلان دبلوماسيين أن صياغة البيان بعثت برسالة له ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكان ترامب قد تعهد باتباع سياسات أكثر تأييدا لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس مما يضفي شرعية على القدس كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية.
رسالة قوية لترامب
وشاركت دول أوروبية وعربية رئيسية إلى جانب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في اجتماع باريس، الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "غير مجد". ولم يشارك الإسرائيليون أو الفلسطينيون فيه.
ولكن قبل خمسة أيام فقط من أداء ترامب اليمين فإن هذا الاجتماع يوفر منبرا للدول لتوجيه رسالة قوية إلى الرئيس الأمريكي المقبل. ومفاد هذه الرسالة هو أنه لا يمكن تقويض الحل القائم على أساس وجود دولتين وأن القرارات المنفردة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات على الأرض.
وقال البيان الختامي إن المشاركين "يدعون كل الأطراف .. إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات منفردة تصدر حكما مسبقا على نتيجة مفاوضات قضايا الوضع النهائي. ومن بينها، ضمن أشياء أخرى، القدس والحدود والأمن واللاجئون والتي (الخطوات) لن تعترف بها" هذه الدول. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه جرت مفاوضات مضنية بشأن هذه الفقرة. وأضاف "أنها فقرة ملتوية ومعقدة لنقل رسالة ضمنية لإدارة ترامب".
كيري يخفف اللهجة
وحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التخفيف من رمزية المؤتمر وبيانه الختامي وقال للصحفيين إن إدراج مسألة نقل السفارة الأمريكية في البيان الختامي كان سيصبح أمرا غير ملائم في الوقت الذي يجري فيه مناقشتها علانية في الولايات المتحدة.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما. ووصلت هذه العلاقات إلى أدنى مستوى لها أواخر الشهر الماضي عندما امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار الأمم المتحدة 2334 الذي طالب بوقف بناء مستوطنات إسرائيلية في الأرض المحتلة.
وقالت باريس إن الاجتماع لا يستهدف فرض أي شيء على إسرائيل أو الفلسطينيين وإنه لا يمكن حل الصراع إلا من خلال المفاوضات المباشرة. ولم يتطرق البيان الختامي إلى أي تفاصيل سوى التأكيد على قرارات مجلس الأمن الدولي ومن بينها القرار 2334. وأفاد دبلوماسيون بأن هذا كان مصدر خلاف خلال المحادثات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للصحفيين "عندما يشكك البعض في هذا فمن المهم بالنسبة لنا أن نتذكر الإطار العملي للمفاوضات. هذا الإطار هو حدود 1967 والقرارات الرئيسية للأمم المتحدة". ورأى نظيره الأمريكي جون كيري إن الاجتماع "دفع الكرة إلى الأمام"، مؤكدا أن "هذا ليس فقط وجهة نظر إدارة واحدة فهذا يتشارك فيه المجتمع الدولي بشكل واسع".
إسرائيل غاضبة والسلطة الفلسطينية ترحب
وذكر البيان الختامي أن الأطراف المعنية ستلتقي من جديد قبل نهاية العام. ولكن نتنياهو قال في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي إن"هذا المؤتمر من بين آخر اختلاجات عالم الأمس ..غدا سيبدو مختلفا وغدا قريب جدا"، وذلك في إشارة إلى تسلم ترامب مقاليد الحكم في العشرين من الشهر الجاري.
بيد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إن "بيان مؤتمر باريس أكد وثبت جميع المرجعيات الدولية وبما فيها مبادئ وركائز القانون الدولي، ورفضه لجميع الإملاءات والاستيطان وفرض الوقائع على الأرض وبما فيها في القدس". وكان عباس قد قال في وقت سابق إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيقضي على عملية السلام.
أ.ح (رويترز)