ما الذي ينتظره الأفارقة من مونديال 2010؟
١٤ أبريل ٢٠١٠عندما منح الاتحاد الدولي لكرة القدم/فيفا جنوب إفريقيا حق استضافة مونديال 2010، عمت البلد موجة عارمة من الفرح، وشاركتها في ذلك القارة الإفريقية برمتها. فالحلم الذي طالما بدا مستحيلا أصبح اليوم حقيقة، وسيحل العالم ضيفا على قارة المستعمرات القديمة. وبكل تأكيد، ستكتمل الفرحة لو استطاع صاحب الأرض منتخب "البافانا بافانا" أو أي منتخب إفريقي آخر أن يتوج بطلا للعالم، ويرفع الكأس الذهبية على سماء ملعب جوهانسبورغ، حيث سيقام نهائي البطولة.
آمال كبيرة
الفرحة باحتضان أول مونديال إفريقي غذاها طموح منقطع النظير بتنظيم دورة ناجحة تليق بالمكانة الإفريقية. وهو همٌّ قاري تتحمل جنوب إفريقيا أعبائه وتحدياته سواء على الصعيد الأمني أو التنظيمي. وتأمل من خلاله أيضا تحقيق الحصول على الاعتراف الدولي وتحقيق انتعاش اقتصادي.
الدول المجاورة هي الأخرى، تعلق آمالا كبيرة على هذا الحدث؛ وتسعى إلى قطف بعض من ثماره كما هو الحال بالنسبة لناميبيا التي أطلقت حملة دعائية خاصة بالمونديال، لجذب انتباه المشجعين من مختلف أرجاء المعمورة لاكتشاف "جمالية وروعة ذلك البلد". وفي هذا السياق أوضح ويتني غرايتن، المسؤول عن حملة "تعرف على ناميبيا" دوافع الحملة بالقول: "ساعة ونصف فقط تفصلنا عن جنوب إفريقيا، ونحن نقدم نفس العروض التي تقدم في البلد المنظم للمونديال، فلماذا لا نستفيد من الحدث؟!".
بوتسوانا هي الأخرى، دخلت سباق استقطاب المشجعين لكن إمكانياتها أقل بكثير. فذلك البلد يقتسم حدودا جغرافية مع جنوب إفريقيا. وعلى هذا الأساس تم توسيع الطريق السريع على مدخل تلوكفانغ الحدودي. كما بدأ المسؤولون في بوتسوانا بالتفكير جديا بإيجاد مصادر أخرى لتزويد البلد بالكهرباء، بدل الاعتماد فقط على الكهرباء القادمة من جنوب إفريقيا. وذلك خوفا من أن توقف الأخيرة تزويد بوتسوانا بالكهرباء خلال المونديال لحاجتها إلى المزيد الطاقة.
أما في زيمبابوي، فتسعى المنظمات الحقوقية عبر بوابة البطولة إلى جذب الرأي العام العالمي لانتهاكات حقوق الإنسان في ذلك البلد، ومن تم ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس روبرت موغابه.
انعكاسات إيجابية
ما تشهده الدول الجارة لجنوب إفريقيا، يدخل في إطار ما تنتظره البلدان الإفريقية بشكل عام من هذا الحدث "الأسطوري" حسب ما أدلى به في حوار مع دويتشه فيله يحيى أبو الفرح مدير معهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط. فحسب الباحث المغربي، للمونديال أبعاد سياسية ذات أهمية كبرى، من بينها أن إفريقيا "ستمنح هامشا أكبر لاتخاذ القرار". إلى جانب ذلك، "لهذا الحدث انعكاسات مباشرة على اقتصاديات العديد من الدول الإفريقية"، تتمثل "في تحريك قطاعات اقتصادية عدة، سيجني ثمارها طبقات اجتماعية مختلفة".
رهان على مونديال ناجح
أقل من شهرين باتت تفصلنا عن موعد انطلاق مباريات كأس العالم، وفي كل يوم نقترب فيه أكثر من هذا الموعد، إلا ويطفو سؤال جوهري على السطح هل ستتحقق الآمال التي عقدتها القارة السمراء على أول مونديال يقام على أرضها؟. وبهذا الصدد يقول الباحث يحيى أبو الفرح، أن ذلك "مرهون بمستوى نجاح جنوب إفريقيا بتنظيم هذه الدورة". وقد استبعد في الوقت ذاته من أن يحدث شيئ قد يعكر صفو المونديال، "لأن العالم بأجمعه يريد الاستثمار في هذا النجاح، ومقتنع تماما بالأهمية الاقتصادية والسياسية المتنامية لهذه القارة".
الكاتبة: كاترين غانسلير/ وفاق بنكيران
مراجعة: عبده جميل المخلافي