مبادرات لدعم تناغم الأجيال في ظل تنامي ظاهرة هرم المجتمع الألماني
١٠ أغسطس ٢٠٠٧تتزايد المخاوف من أن يتسبب تنامي ظاهرة هرم المجتمع الألماني في ظل تناقص عدد المواليد بشكل كبير في خلق مشكلة اقتصادية، وإحداث شرخ أو على الأقل فجوة ثقافية في المجتمع بين كبار السن من جهة وجيل الشباب من جهة أخرى. فزيادة عدد كبار السن على عدد الشباب الذي يمثل قوة العمل في البلاد قد يعني تعرض كبار السن للإهمال المقصود او غير المقصود رغم أن فيهم من يمتلك خبرات علمية وعملية طويلة مهدرة.
ومن أجل التشجيع على خلق التواصل والتفاهم بين الأجيال، نشأت مبادرات من بعض منظمات المجتمع المدني والمنظمات الكنسية للدفع بهذا الأمر نحو الأمام. في هذا السياق قامت على سبيل المثال ورشة تدريب الكبار التابعة للكنيسة الانجيليكية في ولاية شمال الراين ـ وستفاليا بعمل خطة تدريب يتم تنفيذها من خلال ورشات عمل مشتركة بين جيل الشباب وجيل الكبار. وتم مؤخرا عقد أحدى هذه الورش التي حملت عنوان "القلب" في مدينة دوسيلدورف الألمانية واستمرت لمدة أسبوع. موقعنا تابع مجرياتها عن كثب.
التواصل والتناغم بين الأجيال
وقام منظمو الفعالية بداية بسؤال الناس عما يرغبون عمله، ومن ثم نشأت فكرة تنظيم حملة هذه الأسبوع الثقافي التنوع الأنشطة. وكان المشاركون من الجنسين وينتمون الى مختلف الشرائح الاجتماعية: موظفو بنوك سابقين، معلمون وفنانون وطلاب وغيرها من الشرائح. مارجا اوبرهوف عبرت بسعادة عن مشاركة الناس من مختلف الأعمار في هذه الورشة قائلة "كان هناك بالفعل شبابا وشيوخا وانا كنت الأكبر سنا بينهم، حيث عمري 74 سنة، وكان الأصغر سنا فتاة عمرها حوالي 22 سنة، إنها في سن حفيدتي". الرسامة كارين هايداماناس التي شاركت في هذا الأسبوع الثقافي/ الفني قالت بأن هذه الورشة كانت رائعة، مشيرة بأن الجميع كانوا منفتحين على بعضهم ومتفاهمين جدا وكانت الأجواء لطيفة جدا. "حقيقة لم الحظ أي فوارق عمرية بيننا، اعتقد إننا نسينا هذا الامر تماما. لقد كنا متفاهمين تماما وأصبحنا الآن وحدة واحدة".
المشاركون في هذا اللقاء أتيحت لهم الفرصة لممارسة هواياتهم معا وكالرسم والموسيقى مشاهدة الأفلام والذهاب الى المسرح والقيام بزيارات ميدانية لبعض الفعاليات وكذا ممارسة بعض الألعاب. هذا الأمر ساهم في خلق جو من الآلفة والتقارب بين المشاركين إلى حد كبير. كارين نيل التي تولت تنظيم هذا الأسبوع الفريد من نوعه قالت إن الفكرة جاءت بغرض استنباط طرق للتعايش بين الأجيال، مشيرة إلى أن الكل يعرف أن مآله لاشك إلى الكبر عاجلا أم آجلا وبالتالي كان لابد من تنظيم هذه الورشة للتدريب على أشكال التعايش بين الناس.
تضييق الفجوة وكسر حاجز النفسي
احد أهداف هذه الفعالية كانت محاولة ردم الفجوة بين جيلين يشعر كل منهما في أحسن الأحوال أنه لا يعرف شيئا عن الأخر وفي أسوءها يشعر كل طرف بالغربة عن الأخر وربما النفور من تصرفاته. في هذا السياق عبرت انيا رايفيرت، إحدى المشاركات، عن سعادتها بأن الجميع كان منفتحا على الأخر بعيدا عن الرسميات. من ناحيته قال جونتر فريدلر بأنهم قاموا بكسر الحواجز والحدود التي كانت قائمة، وأضاف "وذلك لعمري ما نحتاجه في حياتنا اليومية". ولم ينتهِ هذا الأسبوع قبل أن يتفق المشاركون، الذي أصبحوا أصدقاء رغم فوارق السن اختلاف طرق التفكير، على تنظيم أنشطة مشتركة مثل القيام برحلات سياحية او تنظيم لقاءت ثقافية او الذهاب الى السينما او عمل مشاوي في الخلاء الطلق وغيرها من الأفكار والمشاريع الجديدة حتى يظل الجميع على اتصال، حسب تعبير اوبرهوف.