مبادرة شبابية جديدة لحل مشكلة سكن الطلبة الأجانب في ألمانيا
٥ أبريل ٢٠١٢بحث مطول عبر الجرائد وصفحات الانترنيت و إجراء الاتصالات وتحديد مواعيد لزيارة الشقة ومن ثم التفاوض مع المالك حول عقد الإيجار، هذه وغيرها من إجراءات البحث عن مسكن تجعل الكثير من الطلبة الأجانب يصابون بالإحباط في بداية حياتهم الدراسية في ألمانيا.
حالة اليأس تلك شعرت بها الطالبة إيفا (26 ربيعا) أثناء رحلتها إلى شنغهاي من أجل اكتساب خبرة عملية في مجال تخصصها،وتتذكر إيفا الصعوبات التي واجهتها في الصين، بقولها " خلال الأسابيع الأولى اضطرت لأن أبيت في الفندق، إذ لم أجد أي سكن آخر لي"، وبفضل زميلتها الأميريكة آنذاك تعرفت إيفا على عائلة صينية قبلت أن تؤجرها غرفة مقابل أن تساعد أطفالهم في تعلم اللغة الانكليزية.
بعيدا عن البيروقراطية
وليس في الصين فحسب، وقعت إيفا كطالبة أجنبية أمام مشكلة ايجاد مسكن لها بل في اليونان أيضاً، الأمر الذي جعلها تشعر بخيبة الأمل التي تواجه الطلبة الأجانب في ألمانيا، ما دفعها هي وزميلها ماكس إلى تأسيس مبادرة خاصة بهما في كولونيا أطلقوا عليها اسم "Plug &Study "أو"بلاغ آند ستادي". وتقوم هذه المبادرة بدور الوسيط بين المالكين والطلبة، إذ تتكفل إيفا كألمانية بالقيام بكافة إجراءات الاستئجار، لتؤجرها بدورها إلى الطلبة، متيحة بذلك للطلبة الأجانب إمكانية الحصول على أماكن للسكن بسهولة و بعيدا عن دوامة البيرقراطية التي قد تواجههم. أما اسم المبادرة فقد استوحي من لعبة الكومبيوتر "بلوغ آند بلاي"، إذ تتميز هذه اللعبة بنظام تشغيل سهل بعيدا عن مشاكل التحميل.
وفي حديث لها مع دويتشه فيله تشرح إيفا أسباب صعوبة الحصول على غرف للإيجار كطالب أجنبي بقولها "لا يحبذ المالكون التعامل مع الطلاب الأجانب وذلك لأن إقامتهم مؤقتة، ما يعني أن عقد الإيجار سيكون قصيراً، إضافة إلى ارتفاع قيمة التأمين التي يفرضها المالك على المستأجر". مايجعل إيفا تقوم باستئجار شقق بنفسها وتجهزها لتصبح على شكل مسكن جماعي يتشارك عليها ثلاث أو أربع طلبة حسب حجم الشقة. سهولة الحصول على مكان للسكن عبر مبادرة "بلاغ أند ستادي" يزيد قيمة الإيجار بنسبة 30 بالمئة، ورغم ذلك تبقى أسعار الإيجار أرخص بكثير مما لو قرر الطالب أن يستأجر بنفسه على حد قول ايفا.
وتعمل مبادرة "بلاغ أند ستادي" بالتنسيق مع جامعة كولونيا والعديد من الشركات الألمانية التي لديها تعاملات مع متدربين من خارج ألمانيا. ويوجد لدى الشركة حاليا 38 غرفة، ولعل أهم مايميز هذه الغرف هو موقعها الاستراتيجي القريب من الجامعة ومركز المدينة أيضا.
مسكن واحد وهموم مشتركة
ومن جانب آخر ترى إيفا أن وجود طلاب من جنسيات متعددة في مسكن واحد له مميزات عدة، ويوافق الطالب التايلاندي ادايش لوس( 19 ربيعا) إيفا رأيها، مؤكدا أن اختلاف الثقافات يشعره بالاطمئنان ويضيف في هذا الصدد قائلا "رغم التنوع الثقافي إلا أنني اشعر في هذا المسكن الجماعي وكأننا عائلة واحدة تربطنا أشياء مشتركة فنحن لا نتكلم اللغة الألمانية ولا نعرف تقاليد هذا البلد".
وتعد ايفا –التي تتخصص في مجال الدراسات الاوروبية- جميع الطلبة الأجانب بأنها ستبذل أكثر ما بوسعها لمساعدتهم في حل مشكلة سكنهم، ما يدفعها للتفكير في إرجاء مخططها الدراسي إلى وقت لاحق لتتمكن من أداء مهمتها على أكمل وجه "نأمل في السنوات المقبلة أن نتمكن من مساعدة الطلبة الأجانب في ايجاد اماكن سكن لهم ليس في كولونيا فحسب ،بل في كل أنحاء ألمانيا".
دالين صلاحية/سابينه دامشكه
مراجعة: هبة الله إسماعيل