محكمة أوروبية تدين موسكو بقتل ضابط مخابرات روسي سابق في لندن
٢١ سبتمبر ٢٠٢١قالت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إن روسيا مسؤولة عن مقتل الضابط السابق بالمخابرات الروسية ألكسندر ليتفينينكو الذي لقي حتفه مسموما في لندن بمادة البولونيوم 210، وهي نظير مشع نادر.
وتوفي ليتفينينكو -وهو من منتقدي الكرملين- عن 43 عاما بعد أسابيع من شربه شايا أخضر ملوثا بالبولونيوم-210 في فندق ميلينيوم الراقي بلندن في هجوم تحمّل بريطانيا موسكو المسؤولية عنه منذ فترة طويلة. وذكرت المحكمة في حكمها أنها خلصت إلى أن روسيا مسؤولة عن القتل.
ورفض الكرملين قرار المحكمة الأوروبية قائلا إنها ليست في وضع يمكّنها من الحصول على معلومات بشأن القضية وإن حكمها لا يستند إلى أساس. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ليست لديها السلطة أو القدرة التكنولوجية على التعامل مع المعلومات المتعلقة بالأمر. نتائج هذا التحقيق لا تزال غائبة وترديد مثل هذه المزاعم لا أساس له على أقل تقدير".
"قرينة قوية أنهم عملاء لروسيا"
ودائما ما تنفي روسيا ضلوعها بأي شكل من الأشكال في وفاة ليتفينينكو التي هوت بالعلاقات البريطانية الروسية إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة. وخلص تحقيق بريطاني مطول في 2016 إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما أقر عملية للمخابرات الروسية لقتل ليتفينينكو.
واعتبرت المحكمة أن "ثمة قرينة قوية" بأن مرتكبي عملية التسميم الذين حددهم تحقيق بريطاني "تصرفوا بصفة عملاء للدولة الروسية". وأشارت إلى أن موسكو لم تقدم أي تفسير بديل "مرض ومقنع" كما أنها "لم تنقض استنتاجات التحقيق الرسمي البريطاني".
وطُرد ليتفيننكو، العميل السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) ثم في جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي)، من أجهزة الأمن الروسية بعدما كشف عن محاولات لوضع مخطط لقتل رجل أعمال ثري. ومنحته المملكة المتحدة اللجوء عام 2001، فندد من هناك بالفساد في روسيا وكشف عن وجود روابط بين أجهزة الاستخبارات الروسية وأوساط الجريمة المنظمة. وبعد التحقيق في وفاته، أصدرت السلطات البريطانية في 2016 تقريرا اتهمت فيه ديمتري كوفتون وأندري لوغوفوي بتنفيذ عملية القتل، غير أن موسكو رفضت تسليمهما.
جريمة سكريبال - اتهام عنصر ثالث بالمخابرات الروسية
في غضون ذلك وفي قضية تسميم أخرى، أعلنت الشرطة البريطانية توجيه التهمة رسميا إلى عنصر ثالث في أجهزة الاستخبارات الروسية في إطار التحقيق حول تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بمادة نوفيتشوك في سالزبري بجنوب غرب إنكلترا عام 2018. ووجهت التهمة إلى سيرغي فيدوتوف، المعروف أيضا باسم دينيس سيرغييف، بالتآمر بهدف قتل سيرغي سكريبال وبمحاولة قتل سكريبال وابنته يوليا والشرطي نيك بايلي الذي أصيب لدى تدخله في موقع عملية التسميم، وبحيازة واستخدام سلاح كيميائي.
ف.ي/ص.ش (د.ب.ا، ا.ف.ب، رويترز)