مخاوف عالمية من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح
١٢ فبراير ٢٠٢٤حث البيت الأبيض إسرائيل اليوم الإثنين (12 فبراير/ شباط 2024) على العمل من أجل هدنة في غزة تسمح بإطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس وتعزيز تدفق المساعدات الإنسانية سريعا إلى المدنيين الفلسطينيين.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في تصريح للصحفيين إن بعض التقدم تحقق في المفاوضات نحو هدنة إنسانية، لكن ما زال هناك مزيد من العمل يتعين القيام به. وقال كيربي "لا نزال ندعم وقف القتال لفترة طويلة لأغراض إنسانية".
ورحب كيربي بأنباء أفادت بأن الجيش الإسرائيلي حرر رهينتين في مداهمة نفذتها قوات خاصة في رفح بجنوب غزة. وقال إن أزمة غزة لن تنتهي إلا إذا أطلقت حماس سراح جميع الرهائن.
وبعد أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتنفيذ هجوم بري على رفح بجنوب قطاع غزة للقضاء على كتائب حماس هناك، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان اليوم الإثنين عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي إنه يشعر "بقلق عميق من تقارير عن قصف وتوغل بري محتمل للقوات الإسرائيلية في رفح".
وأكد خان مجددا أن المحكمة "منهمكة في التحقيق في أي جرائم يُزعم ارتكابها" في قطاع غزة. وأضاف "من ينتهكون القانون سيُحاسبون".
ودعا خان أيضا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين اقتادهم مسلحو حماس بعد هجوم السابع من أكتوب/تشرين الأول الإرهابي، موضحا أن هذا "يمثل أيضا محورا مهما لتحقيقاتنا".
والمحكمة الجنائية الدولية التي تأسّست في 2002 هي المحكمة المستقلة الوحيدة في العالم التي أنشئت للتحقيق في أخطر الجرائم بما فيها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية. وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة التي مقرها لاهاي ولا تعترف باختصاصها.
لكن خان أكد في أكتوبر/ تشرين الأول أن محكمته لها ولاية قضائية على أي جرائم حرب محتملة ترتكبها حماس في إسرائيل أو يرتكبها إسرائيليون في قطاع غزة.
يذكر أن حركة حماس ، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الملك عبدالله يلتقي بايدن
ويلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض اليوم الإثنين. ومن المقرر أن يجري الزعيمان محادثات في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، ثم يدليان بتصريحات لوسائل الإعلام.
ويأتي الاجتماع في وقت يطالب فيه بايدن إسرائيل صراحة بعدم شن هجوم بري على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة دون وجود خطة لحماية المدنيين الفلسطينيين الذي يحتشدون هناك. ومن المتوقع أن يحث الملك عبد الله بايدن على دعم وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين أمس الأحد إن اجتماع بايدن مع الملك عبد الله الثاني سيركز على إنهاء الحرب في غزة.
واشنطن: لن نؤيد عملية موسعة بدون خطة
وما زالت واشنطن تعارض شن هجوم بدون خطة لحماية المدنيين في رفح، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر للصحفيين إن واشنطن لا ترى أن الضربات الجوية الإسرائيلية على رفح هي بداية لهجوم شامل في المنطقة التي يحتمي بها النازحون من سكان قطاع غزة. وتابع للصحفيين إنه بدون خطة إسرائيلية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ، فإن واشنطن لن تدعم المضي قدما في عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح. وأضاف أنه لا يعتقد أن قطع المساعدات الأمريكية عن إسرائيل سيكون خطوة أكثر تأثيرا من الخطوات التي اتخذتها واشنطن بالفعل.
الأمم المتحدة: احتمال شن هجوم على رفح مرعب
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك الإثنين أن احتمال التوغل الإسرائيلي الكامل في رفح بجنوب قطاع غزة أمر "مرعب"، وقال في بيان "إن أي توغل عسكري محتمل واسع النطاق في رفح - حيث يتجمع نحو 1,5 مليون فلسطيني على الحدود المصرية من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يفرون إليه - أمر مرعب، نظراً لاحتمال سقوط عدد كبير جداً من القتلى والجرحى المدنيين، وهنا أيضاً معظمهم من الأطفال والنساء، وأضاف: "للأسف، في ضوء المذبحة التي وقعت حتى الآن في غزة، من الممكن أن نتصور ما ينتظرنا في رفح".
بوريل غاضبا: إلى أين يجلى سكان رفح؟
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسية إنه لا مبرر لأي هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح، فيما حض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين حلفاء إسرائيل، وخصوصا الولايات المتحدة، على وقف تزويدها بالأسلحة في ظل مقتل "عدد كبير جدا من الأشخاص" في غزة.
وقال بوريل للصحفيين بعد اجتماع لوزراء مساعدات التنمية بالاتحاد الأوروبي في بروكسل "حسنا، إذا كنتم تعتقدون أن عددا كبيرا للغاية من الناس يقتلون، فربما يتعين عليكم تقليل إمدادات الأسلحة لمنع قتل هذا العدد الكثير جدا من الناس".
وانتقد بوريل بشدة أيضا، في تصريحاته في بروكسل، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا إنه لا يصغي لمناشدات تطالبه ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين. وقال بوريل، وكان غاضبا ومنفعلا، إن نتنياهو يدعو إلى إجلاء المدنيين الفلسطينيين من منطقة رفح في غزة، وهي آخر ما تبقى للسكان من القطاع ليلوذوا به، وتساءل السياسي الإسباني المخضرم حول كيفية تنفيذ هذا. وقال "سيقومون بالإجلاء؟ إلى أين؟ إلى القمر؟ إلى أين سيجلون هؤلاء الناس؟".
منع مقررة أممية من دخول الأراضي الفلسطينية
وبينما قال مسؤول بالأونروا إنه بات من الصعب أكثر وأكثر على الأمم المتحدة العمل في رفح، أعلنت إسرائيل الإثنين منع فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من الحصول على تأشيرة دخول ودعت إلى إقالتها بعد تعليقات أدلت بها مؤخرا بشأن هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز الأسبوع الماضي إنها لا تتفق مع وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجوم حماس على جنوب إسرائيل بأنه "أكبر مجزرة معادية للسامية في قرننا". وكتبت بالفرنسية عبر حسابها على منصة إكس "لا ... ضحايا السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يقتلوا بسبب ديانتهم اليهودية، بل ردا على القمع الإسرائيلي".
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير الداخلية موشيه أربيل تصريحات ألبانيز بأنها "شائنة" وأعلنا في بيان أنها الآن "ممنوعة من دخول دولة إسرائيل". وأشار الوزيران إلى أن سلطات الهجرة تلقت تعليمات بعدم منحها تأشيرة دخول.
وكانت المقررة الخاصة أعربت في وقت سابق عن "خيبة أمل" لأن ردها على ماكرون تم تفسيره على أنه "تبرير" لهجوم حماس لافتة إلى أنها أدانته عدة مرات. وقالت إن معاداة السامية تشكل "تهديدا عالميا".
ص.ش/ع.ش (رويترز، أ ف ب)