مدونة تونسية تفوز بجائزة "البوبز" التي تمنحها دويتشه فيله
١٢ أبريل ٢٠١١أُعلن اليوم في مؤتمر صحفي في مؤسسة دويتشه فيله عن أسماء الفائزين بجوائز هذا العام لمسابقة "دويتشه فيله العالمية للمدونات" (Best of the Blogs) والتي تمنحها دويتشه فيله للمرة السابعة على التوالي. وتهدف هذه المسابقة لدعم حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة. وتشمل المسابقة 17 جائزة موزعة على ست فئات و11 لغة، من بينها العربية والفارسية والألمانية والروسية. وتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم ضمت مدونين وصحفيين من جميع أنحاء العالم. وأما المدونات، التي فازت بجوائز المسابقة حسب تصنيف اللغات، فقد تم اختيارها عن طريق تصويت عبر الإنترنت شارك فيه مستخدمو الشبكة العنكبوتية من جميع أنحاء العالم.
حضور عربي كبير
واختيرت ثلاث مدونات عربية هذا العام لتفوز في ثلاث فئات مختلفة، فقد تم تكريم مدونة لينا بن مهني من تونس، وهي مدرسة في جامعة تونس في السابعة والعشرين من العمر. وتنتقد بن مهني في مدونتها المسماة "ببنية تونسية" منذ عدة سنوات الأوضاع الاجتماعية والسياسية في تونس وتنشر مدوناتها بالعربية والإنجليزية والفرنسية. وتتناول لينا بن مهني قضايا الاضطهاد والرقابة في ظل حكومة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وخلال ثورة الياسمين التي انطلقت في شهر ديسمبر/ كانون الأول سافرت لينا بن مهني إلى مدينتي سيدي بوزيد والقصرين للكتابة ونقل الأخبار من هناك والحديث عن القمع الذي قامت به الشرطة المحلية ضد المتظاهرين. ومنذ التغيير السياسي الذي حصل في تونس، تكتب لينا عن الصعوبات التي تواجهها الدولة في مسار التغيير الديمقراطي. ويُذكر أن مدونتها كانت محجوبة لفترة طويلة في تونس.
المدونات تتمتع بالمصداقية الإعلامية
وشددت المدونة والصحفية البحرينية أميرة الحسيني، عضو في لجنة التحكيم، على أن دور المدونات في العالم العربي مهم جداً، قائلة إن "الإعلام الرسمي في الدول العربية ليس لديه أي مصداقية وإن الناس مضطرون لمتابعة وسائل الإعلام الأجنبية لكي يعرفوا من خلالها ماذا يحدث في بلدانهم". وأضافت الحسيني في المؤتمر الصحفي أن "المدونات أعطتنا الفرصة للتعبير عن آرائنا دون رقابة ودون الحاجة إلى الرجوع إلى محرر. وكان بإمكاننا أن نُري العالم من نحن وأن يتعرف العالم علينا ويرى أننا أناس عاديون، بعيداً عن التفكير النمطي الشائع". وشددت الحسيني كذلك على دور شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر في الثورات العربية وكيف أنه كان بالإمكان أن يوصل الناس العاديون رؤيتهم الشخصية للتطورات من ساحات الاحتجاج مباشرة، بعيداً عن تغطية وسائل الإعلام الحكومية الرسمية، التي تجاهلت المظاهرات أو لم تغطيها بموضوعية وحيادية ومصداقية.
وفي هذا العام تم للمرة الأولى تخصيص جائزة لفئة "أفضل حملة على شبكات التواصل الاجتماعي"، والتي فازت بها صفحة "كلنا خالد سعيد" على شبكة الفيسبوك، التي يتابعها أكثر من مليون شخص. وجاء تأسيس هذه الصفحة تضامناً مع الشاب المصري خالد سعيد الذي قُتل على يد الشرطة المصرية في شهر يونيو/ تموز من العام الماضي في مدينة الإسكندرية. وكانت الصفحة قاعدة أساسية في تنظيم المظاهرات في ميدان التحرير التي انطلقت في الخامس والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني، وكذلك خلال الثورة وبعدها.
وعن أهمية شبكات التواصل الاجتماعي قال كريستيان غرامش، مدير البرامج في دويتشه فيله، إن الشبكات الاجتماعية على الإنترنت ساهمت في دعم الحريات، الأمر الذي تجلى أيضاً في "مسابقة البوبز" من خلال تخصيص فئة لأفضل الحملات على الشبكات الاجتماعية.
الدفاع عن حقوق الإنسان
وفازت في الجائزة الخاصة المكرسة لدعم الدفاع عن حقوق الإنسان أيضاً مدونة عربية من البحرين تحمل عنوان "حقوق المهاجرين". وهي مدونة تهتم بأحوال العاملين الأجانب في دول في الشرق الأوسط وبالأخص في دول الخليج العربي، حيث يعمل ويقطن الكثير من العمال الأجانب. وتحاول المدونة أن تلفت الانتباه إلى العنف والظلم الواقع على العمال وخادمي البيوت الأجانب، واصفة المعاملة الرديئة هذه "بنوع جديد من العبودية".
وكُرمت في فئة أحسن مدونة ناطقة باللغة العربية مدونة الشابة المصرية إيمان هاشم. وتحلل هذه المدونة المسماة "بثورة البنفسج" الحياة اليومية في مصر، مركزة بالأخص على الأحداث في مصر بعد ثورة 25 يناير. وحصلت أيضاً مدونة Rantings of a Sandmonkey بجائزة أحسن مدونة تُكتب بالإنجليزية، ويكتبها المصري محمود سالم، الذي تعرض للسجن والضرب لأنه كان يدعو إلى الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي حتى قبل حدوث الثورة المصرية والإطاحة بنظام حسني مبارك. وسيتم دعوة الفائزين بجوائز هيئة التحكيم إلى مدينة بون الألمانية لاستلام الجوائز على هامش فعاليات منتدى الإعلام العالمي الذي سيعقد في الفترة من 20 وحتى 22 يونيو/ حزيران 2011.
نادر الصراص/ زاهي علاوي
مراجعة: عماد م. غانم