مدينة كيمنِتس: سندريلا الطبقة العاملة
مع سقوط جمهورية ألمانيا الديمقراطيDDR، أو ما كان يعرف بألمانيا الشرقية، انهار بين عشية وضحاها قطاع الصناعة في مدينة كيمنتس. وتتطلب الوضع خمس سنوات حتى أمكن اتخاذ أول الإجراءات لإعادة التأهيل. وبدأت المدينة ببطء تشع من جديد. ونظراً للحاجة إلى مساعدات أسطورية لزم أيضا إنجاز عمل قاس واللجوء إلى الدعم المالي. لكن ثالث أكبر مدينة سكسونية معتادة على السعي الحثيث. وكما يُقال دوماً: في كيمنِتس يتم العمل وفي لايبزغ Leipzig يجري البيع أما في درسدن Dresden فتُقام الاحتفالات. وبنظرة تفاؤلية يمكن القول إن أهالي كيمنِتس يستطيعون دائماً تجاوز الصعوبات.
وجه جديد لمركز المدينة
شهدت كيمنِتس تحسناً على الصعيدين الداخلي والخارجي. منذ عام 1994 استثمرت المدينة سنوياً 500 مليون يورو على شقّ الطرق وخطوط الهاتف والطاقة إضافة إلى تأمين المياه. ويستطيع المرء أن يشعر بجو الانتعاش الذي يسودها من خلال جولة. يشاهد المرء في كل مكان الرافعات المستخدمة للبناء والواجهات الجديدة والحركة الكثيفة. ولا يقتصر الأمر على الإصلاح والترميم في وسط المدينة بل يتم بناء مركز جديد.
أخذ مواطنو المدينة وإدارتها هذه التحديات على عاتقهم وحددوا سنة 2003 لتحقيق أهدافهم. مع حلول هذا العام ينبغي الانتهاء من تجهيز وسط المدينة. وإلى جانب صالة العرض التي افتتحت مؤخراً قرب البرج الأحمر سيتم إنشاء مبنى زجاجي حديث. وهذا المبنى سيكون مجمّع كاليريا كاوفهوف Galeria Kaufhof التجاري من تصميم المعماري هيلموت يان Helmut Jahn. تتاح الآن في كيمنِتس أمام يان وغيره من المعماريين المشهورين فرصة مماثلة لفرصة المعماري البرليني هانز كولهوف Hans Kollhoff الذي أثّر في هندسة ميدان بوتسدام "بوتسدامر بلاتز" Potsdamer Platz. وتوفر المدينة هذه الفرصة في تصميم أحد أحدث أواسط المدن في ألمانيا.
مدينة ذات معطف أخضر
لعل أهالي كيمنِتس ملّوا كثرة ورش البناء داخل المدينة. لكن من يبحث عن الطبيعة لا يحتاج للسفر بعيداً. توفر جبال ايرتس Erzgebirge فرصاً عديدة للتجول والاستحمام على عتبة الديار. خلال ساعة سفر بالسيارة يصل المرء مثلاً إلى اوبرفايسنتال Oberwiesenthal حيث موقع التزلج المشهور. أما القلاع والقصور مثل قصر اوغسبورغر Augsburger و فولكِنشتاين Wolkenstein فالوصول إليها سهل بواسطة وسائل النقل العامة. وتشيكيا ليست بعيدة. يصل المرء إلى كارلسباد Karlsbad خلال ساعة ونصف وخلال ساعتين إلى عاصمة تشيكيا براغ.
لا للجمال وحده
عندما تحولت سندريلا في الحكاية الأسطورية إلى أميرة حافظت على أصالتها وطيب قلبها. وهذا ما يرجوه أهالي كيمنِتس لمدينتهم تماما،ً إذ يأملون أن تحافظ على هويتها. تقول كلمات الأغنية التي توجتها الجمعية الأهلية للمدينة بالفوز وهي تحت عنوان "أغنية مهداة إلى كيمنِتس":
" لم ترتد أبداً المخمل والحرير، بل كان رداؤك أقرب إلى البساطة. لقد تركت الأزمنة القديمة الصعبة ندباً في وجهك. نحن نزين ندبك، شرط أن تحتفظي بجمال وجهك الأبيّ. احتفظي دوماً ببعضٍ من صفات المرأة البروليتارية، وحذار أن تكوني باردة وصرفة الجمال".